وَعند الزَّوَال فَإِذا زَالَت الشَّمْس كَانَ التَّعْبِير صَحِيحا ورؤيا الْمُلُوك لَيست كرؤيا الرّعية فَلَا تقص رُؤْيا حَتَّى تعلم لمن هِيَ وتفرق بَين كل جنس من النَّاس وَمَا يَلِيق بِهِ
مِثَال ذَلِك أَن من أصَاب درهما صَحِيحا وَله امْرَأَة حَامِل فَإِنَّهَا تضع غُلَاما وَإِن كَانَ الَّذِي وجد الدِّرْهَم لَهُ عَدو فَإِنَّهُ يسمع مِنْهُ كلَاما حسنا وَإِن كَانَ مُفلسًا نَالَ شَيْئا من الدُّنْيَا وَإِن كَانَ زاهدا فَإِنَّهُ يكثر التَّسْبِيح لِأَن الدِّرْهَم مَكْتُوب عَلَيْهِ اسْم الله
وَإِن كَانَ الَّذِي وجد الدِّرْهَم فَاسِقًا من الأوباش وَهُوَ يقْرَأ مَا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يضْرب لِأَن الدِّرْهَم مَكْتُوب عَلَيْهِ ضرب هَذَا الدِّرْهَم من رأى حَيَّة فِي مَنَامه وَله عَدو فَإِنَّهَا عدوه
وَإِن كَانَ مِمَّن لَهُ زرع فَإِنَّهَا زرعه
وَإِن كَانَ لَهُ مَال فَإِنَّهَا مَاله
وَهِي للْمَرِيض حَيَاته وَإِذا رأى الْمحرم حَيَّة فَإِنَّهَا رزقه وحياته وَيذْهب عسره وَالْعَبْد إِذا رأى رُؤْيا فَإِنَّهَا أَكثر مَا تفسر لسَيِّده وَكَذَلِكَ الطِّفْل لوَالِديهِ والمراة إِذا لم تصلح لَهَا الرُّؤْيَا فَهِيَ لزَوجهَا لِأَنَّهَا خلقت من ضلعه الْقصير وَرَأى رُؤْيا وَلَيْسَ هُوَ من أَهلهَا فَإِنَّهَا تعود إِلَى أسلافه من آبَائِهِ أَو أحد من أَقَاربه والرؤيا تخرج من الْأَب للِابْن مِثَال ذَلِك: أَن أسيد بن الْعَاصِ رأى كَأَنَّهُ قد ولي على مَكَّة فقصت على رَسُول الله ﷺ فَقَالَ: " إِن صدقت الرُّؤْيَا ليلين عَلَيْهَا وَلَده عتاب ". وَكَانَ كَذَلِك لِأَن أَبَاهُ كَانَ قد توفّي والرؤيا تخرج فِي الْمُسَمّى والنظير والشقيق
فالقتل لِلْمُؤمنِ حلاوة الْقُرْآن وللفاجر حلاوة الدُّنْيَا وللمهجور حلاوة الْوَصْل وَأَشْبَاه ذَلِك كثير فقس عَلَيْهِ ترشد وَمن اختلق رُؤْيا وسألك عَنْهَا فَقَصَّهَا فَإِن كَانَت شرا فَإِنَّهُ لَاحق بِهِ
1 / 4