تقدم إلى المرضى في الانتباه في (47) نوائب الحمى A وحذره من النوم فيها من قبل أن الحرارة كلها والكيموسات تميل إلى عمق البدن في ابتداء النوائب. فإذا نام تطاولت الأعراض وعسر انتهاء الحمى. وإن كان (48) ورم في بعض أحشائه زاد فيه، وإن كانت تتجلب إلى معدته بعض الكيموسات زادت كثيرا وعسر نضجها، وإذا كان منتبها قاوم ميل الروح والدم والحرارة باليقظة (49) إلى خارج ميلها إلى داخل. في وقت ابتداء النوائب كل شيء إذا وجد في الوقت الذي يكون نفعه فيه أبلغ لا ينفع ثم يجاوز ذلك إلى ضر فواجب أن يدل على الموت. إذا كانت الحرارة الغريزية أقوى من الكيموسات وأقهر، أنضجتها في وقت النوم. وإذا كانت أضعف من الكيموسات، غلبت (50) الكيموسات الحرارة الغريزية وتغلب تلك الكيموسات على الأحشاء. وعرض للمريض من قبل حيث الكيموسات ورداءتها أن يزيد في الحمى ويزيد في الوجع وأن يكثر سيلان ما يسيل إلى البعض نواحي البدن وأن يزيد في الأورام. وربما عرض للمريض أن يتكلم في B نومه كلاما مختلطا وإذا انتبه بقي مدة طويلة ليس معه عقله. وربما حدث له في نومه ابتداء السبات ولا ينتبه من نومه إذا أحرك إلا بكد. إنما صار النوم إذا أحدث وجعا دل على الموت لأن الحرارة الغريزية إذا اجتمعت في الأحشاء فلم يقو (51) عليه (52) الكيموس الفاعل للمريض باجتماعها فهي منهزمة من المرض. ليس يقال [=aph 3] إن بالمريض سباتا (53) حتى يعسر انتباهه. فأما إذا طالت مدة النوم ولم يعسر الانتباه منه إذا حرك فذلك يقال له نوم طويل فقط ويكون من برد الحاس الأول أعني الدماغ. وهذا البرد إذا أقوى ثم خالطته رطوبة حدث منه ليترغس أي السرسام البارد ، وإذا خالطه يبس حدث معه قاطاليسيس أي الجمود. الأرق يكون من سخونة الحاس الأول أعني الدماغ، وهذه السخونة إما أن تكون مزاجا رديئا محردا وإما تكون بغلبة من المرة الصفراء. فهمت: الصحة إنما هي اعتدال، فما جاوز الاعتدال اندخل في حد الأفراط ثم كان بعيدا جدا A عن الاعتدال فهو مرض. وإن لم يكن بعده عن الاعتدال كثيرا جدا فهو يدل على تولد مرض. وما لم يدخل في حد الإفراط فالطبيعة بقيت (54) بأسمائه. [=aph 5] ليس الإعياء ثم إفراط الحركة لكنه الحال الحادثة في البدن عن إفراطها. والإعياء ثلاثة: الأول شبيه ألمه ألم القرحة، والثاني شبيه ألمه ألم التمدد، والثالث ألمه ألم الورم. إذا حدث الإعياء عن غير حركة مفرطة، فهو إن كان شبيها بألم القرحة فسببه كيموس رديء، وإن كان شبيها بألم التمدد فسببه كثرة الكيموس، وإن كان شبيها بألم الورم فسببه رداءة الكيموس وكثرته معا. [=aph 7] الأبدان التي تهزل وتضمر في زمان يسير فذلك يعرض لها من قبل استفراغ رطوباتها لا من قبل ذوبان أعضائها الجامدة، ولذلك تكون إعادتها إلى الخصب في زمان يسير. والأبدان التي تهزل فتضمر في زمان طويل فذلك يعرض لها من قبل ذوبان اللحم. وإذا ذاب اللحم، رقت الأعضاء ونهكت وقلت الحرارة B الغريزية فيضعف الهضم ويقل انتشار الغذاء في البدن وتولد الدم، ولذلك تكون إعادتها إلى الخصب في زمان طويل. من كان [=aph 8] يأكل المقدار الكافي ولا تتراجع قوته فليس يغتذي أعضاؤه بما يأكل لكنه ثقل يقع على بدنه. ومن كان لا يقدر على أكل المقدار الكافي ففي بدنه أخلاط رديئة إن لم يستفرغ لم يمكن أن يعود إلى قوته في حال الصحة. إذا كانت الكيموسات كلها قد تزيدت على التناسب استفرغ الدم. وإذا كان الغالب واحدا منها سقى الدواء المسهل لذلك الكيموس الغالب. [=aph 9] إذا أردت أن تستفرغ بدنا بدواء مسهل أو مقيئ فتقدم فلطف الخلط الغليط ألزج وقطعه ووسع المجاري باستعمال التدبير الملطف. وإن كنت تريد إسهاله فلين بطنه مرارا متوالية. وإن كنت تريد أن تتقيأ فهيج القيء مرارا كثيرة قبل ذلك. من شرب دواء مسهلا (55) وأخلاطه غليطة لزجة لم تلطف وتقطع عرض له كثير (56) المغص والدوار (57) والكرب الشديد وسوء النبض والغشي والجهد الشديد. [=aph 10] إذا كانت المعدة ممتلئة كيموسات PageV01P 64A رديئة عرض من ذلك أن يفسد الغذاء ويزيد في كمية الخلط الردئ. [=aph 11] من احتاج بدنه إلى زيادة في قوته سريعة فأبلغ الأشياء في رد قوته الشيء الرطب. ومن احتاج من ذلك إلى ما هو أسرع فتقويته تكون بالشم. الغذاء الرطب الذي هو في طبيعته حار أسهل وأسرع غذاء للبدن من كل شيء. البحران [=aph 13] تغير سريع من المرض يميل بالمريض إلى الصحة أو إلى الموت. ويكون ذلك عند تمييز الطبيعة للشيء الرديء من الشيء الجيد وتهيئتها له للأندفاع والخروج فواجب عند هذا الاضطراب أن يقلق المريض ويصعب عليه مرضه. [=aph 15] البثور والخراجات إنما تكون عند ما يسخن الدم من قبل المرار الأصفر.
Página 64