وكان الطريق إلى أزاد كشمير طريقا وعرا كله انحناءات وانثناءات والرحلة إليها تعتبر من أشق الرحلات. ولما وصلنا أخيرا إلى مقر الحكومة في «مظفر أباد» كان التعب قد أصابنا وشعرنا جميعا بدوار حتى اضطر الزميلان محمد عبد القادر حمزة وحسني سلمان إلى البحث عن مكان يستريحان فيه، وقد ناما بعض الوقت حتى أمكن لكل منهما أن يستعيد قوته. وكانت السيدة الوحيدة في الركب هي التي صمدت في هذه الرحلة الشاقة!
وقد تميز الطعام الذي كان يقدم للصحفيين في باكستان بوجود التوابل الكثيرة و«الشطة» فيه، وقد أحب بعض الصحفيين هذا الطعام وأقبلوا عليه، في حين أن البعض الآخر لم يحتمل هذا الطعام المصحوب بكميات الشطة الوفيرة، وكان أشد الثائرين ضدها هو الأستاذ عزيز ميرزا رئيس تحرير الأهرام، حتى لقد كان يفضل في أكثر الحفلات والمآدب ألا يتناول الطعام على الإطلاق هربا من الشطة.
وفي إحدى الحفلات وجدت الأستاذ عزيز ميرزا يعيد طبقه إلى المائدة بطريقة عصبية وقد ظهر الامتعاض الشديد على وجهه فقلت له: خير! ماذا حدث ...؟
فأجابني: حاجة تجنن صحيح! لقد تركت جميع ألوان الطعام لأني أعرف أنها مليئة بالشطة التي سببت لي التهابا في اللثة ... تركت جميع الأطباق وفضلت أن أقنع بطبق الحلو المصنوع من «الشيكولاته»، فلما بدأت أتناوله تبين لي أن «الحلو» نفسه مصنوع بالشطة!
وضحكت ... ثم تناولت طبقا من هذه الحلوى المصنوعة من الشيكولاته فوجدته فعلا ممزوجا ببعض الشطة.
الصحفيون المصريون ليلة وصولهم إلى كراتشي. من اليمين إلى اليسار: محمد عبد القادر حمزة - مصطفى بنشي (من وزارة الخارجية) - حسني سلمان - أحمد أبو الفتح - أمينة السعيد - عزيز ميرزا - حسين فهمي - فرج جبران.
وقد بدأت الرحلة - كما قلنا - بتسعة ... ولكنها ما لبثت أن انتهت بأربعة هم الذين عادوا بعد إتمام البرنامج الموضوع للزيارة ...
وكان أول المتخلفين الأستاذ سعيد رمضان الذي كان في إندونيسيا ثم لحق بالصحفيين في كراتشي، ولكنه اعتذر عن عدم مرافقتهم إلى شمال باكستان لكثرة شواغله بسبب اضطراره إلى العودة إلى مصر قبلهم، وكان قد سبق له فضلا عن ذلك أن زار كل تلك المناطق التي تقرر أن يزورها الصحفيون ...
وسافرت البعثة بعد ذلك إلى مدينة حيدر أباد، وهناك بدا التعب والإعياء الشديد على الزميل الأستاذ أحمد أبو الفتح رئيس تحرير المصري ... فقرر أن يعود إلى كراتشي على أن يلحق بالبعثة في لاهور، وذلك لكي يتسنى له السفر بالطائرة بدلا من السفر بالقطار في رحلة تستغرق نحو 12 ساعة.
إلا أن الأستاذ أحمد أبو الفتح بقي في كراتشي، ولما جاء موعد سفر الطائرة إلى لاهور تشاءم من السفر بمفرده في تلك الرحلة فقرر مد إقامته في كراتشي ... وما لبث بعد ذلك أن عاد إلى مصر.
Página desconocida