ثم تلاهم العز بن عبد السلام^(١) (المتوفى ٦٦٠هـ) فوضع كتابه (القواعد الكبرى) في فروع الشافعية، وهو المسمى (قواعد الأحكام في مصالح الأنام) الذي لم يكن لأحد مثله^(٢).

استفاد العز بن عبد السلام في كتابه هذا من كتاب (شعب الإيمان) للحليمي^(٣) (المتوفى ٤٠٣ هـ).

وإلى جانب كتابه القواعد الكبرى وضع العز كتابه (القواعد الصغرى)، وقد كتب القاضي عز الدين محمد بن أحمد بن جماعة الكناني^(٤) (المتوفى ٨١٩هـ) ثلاثة شروح وثلاث نكت على الكبرى، وثلاثة شروح ونكت على الصغرى^(٥).

ولكن كتاب القواعد الكبرى للعز وإن كان جليل القدر عظيم القيمة - ليس كتاب قواعد بالمعنى الدقيق للقاعدة الفقهية الدستورية التي تعبر عن أحكام كلية في بضعة ألفاظ من صيغ العموم إنما يتضمن ضوابط أساسية في موضوعات فقهية كبرى.

قال الأستاذ مصطفى الزرقاء:

((إن كتاب العز بن عبد السلام مبني على فصول فقهية موضوعية يضع فيها الموضوع الفقهي عنواناً في رأس الفصل، ثم يقسم الأحكام المتعلقة به ويفصلها تفصيلاً فيه كثير من بيان حكمة التشريع، فهو أشبه بمدخل فقهي جليل قيم))^(٦).