21

La Visión

التبصرة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

يا رب سر بنا في سرب النَّجَابَةِ، وَوَفِّقْنَا لِلتَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ، وَافْتَحْ لأَدْعِيَتِنَا أَبْوَابَ الإِجَابَةِ، يَا مَنْ إِذَا سَأَلَهُ الْمُضْطَرُّ أَجَابَهُ، يَا مَنْ يَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ، التَّائِبُونَ العابدون. المجلس الثاني فِي قِصَّةِ قَابِيلَ وَهَابِيلَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي نَصَبَ مِنْ كُلِّ كَائِنٍ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ بُرْهَانًا، وتشرَّف عَلَى خَلْقِهِ كَمَا شَاءَ عِزًّا وَسُلْطَانًا [وَتَصَرَّفَ فِي خَلِيقَتِهِ كَمَا شَاءَ عِزًّا وَسُلْطَانًا] وَاخْتَارَ الْمُتَّقِينَ فَوَهَبَ لَهُمْ [بِنِعْمَتِهِ] أَمْنًا وَإِيمَانًا، عَمَّ الْمُذْنِبِينَ بِرَحْمَتِهِ عَفْوًا وَغُفْرَانًا، وَلَمْ يَقْطَعْ أَرْزَاقَ أَهْلِ الْمَعْصِيَةِ جُودًا وَامْتِنَانًا، وَأَعَادَ شُؤْمَ الْحَسَدِ عَلَى الْحَاسِدِ لأَنَّهُ ارْتَكَبَ عُدْوَانًا، ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قربانا﴾ . رَوَّحَ أَهْلَ الإِخْلاصِ بِنَسِيمِ قُرْبِهِ، وَحَذَّرَ يَوْمَ الْقِصَاصِ بِجَسِيمِ كَرْبِهِ، وَحَفِظَ السَّالِكَ نَحْوَ رِضَاهُ فِي سُرْبِهِ، وَأَكْرَمَ الْمُؤْمِنَ بِهِ إِذْ كَتَبَ الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ، حَكَمَ فِي بَرِيَّتِهِ فَأَمَرَ وَنَهَى، وَأَقَامَ بِمَعُونَتِهِ مَا ضَعُفَ وَوَهَى، وَأَيْقَظَ بِمَوْعِظَتِهِ مَنْ غَفَلَ وَسَهَا، وَدَعَا الْمُذْنِبَ إِلَى تَوْبَةٍ لِغُفْرَانِ ذَنْبِهِ. أَرْسَلَ شَمَالا وَدَبُورًا، فَأَنْشَرَ زَرْعًا لَمْ يَكُنْ مَنْشُورًا، وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَالْقَمَرَ نُورًا، بَيْنَ شَرْقِهِ وَغَرْبِهِ. رَدَّ عُيُونَ العقول عن صفته وأعشاها، وَأَنْذَرَ بِيَوْمِ مُحَاسَبَتِهِ مَنْ يَخْشَاهَا، وَخَلَقَ لآدَمَ حَوَّاءَ ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ به﴾ . لَيْسَ بِجِسْمٍ فَيُشْبِهُ الأَجْسَامَ، وَلا بِمُتَجَوِّفٍ فَيَحْتَاجُ إِلَى الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ، وَلا تُحدَث لَهُ صِفَةٌ فَيَتَطَرَّقُ عَلَيْهَا انْعِدَامٌ، نِصْفُهُ بِالنَّقْلِ مِنْ غَيْرِ كَيْفَ وَالسَّلامُ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْجَهْمِيَّ والمشبِّه.

1 / 41