101

La Visión

التبصرة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

لأَحْتَطِبَنَّ لِنَارِ إِبْرَاهِيمَ. حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَطَبُ يساوي رأس الجدار قذفوا فيه النار فارتفع لهيبًا، حَتَّى كَانَ الطَّائِرُ يَمُرُّ بِهَا فَيَحْتَرِقُ. ثُمَّ بَنَوْا بُنْيَانًا شَامِخًا وَبَنَوْا فَوْقَهُ مِنْجَنِيقًا. ثُمَّ رَفَعُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَى رَأْسِ الْبُنْيَانِ، فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ فِي السَّمَاءِ [وَأَنَا الْوَاحِدُ فِي الأَرْضِ] لَيْسَ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرِي، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. ثُمَّ رُمِيَ بِهِ فَاسْتَقْبَلَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقَالَ لَهُ أَمَّا إِلَيْكَ فَلا. فَقَالَ جِبْرِيلُ: سَلْ رَبَّكَ. فَقَالَ حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي! أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ: قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ، قَالَ لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ جَأَرَتْ عَامَّةُ الْخَلِيقَةِ إِلَى رَبِّهَا ﷿ فَقَالُوا: يَا رَبِّ خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ، فَأْذَنْ لنا أن نطفىء عَنْهُ. فَقَالَ: هُوَ خَلِيلِي، وَلَيْسَ لِي فِي الأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرَهُ، وَأَنَا رَبُّهُ لَيْسَ لَهُ رَبٌّ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكُمْ فَأَغِيثُوهُ، وَإِلا فَدَعُوهُ! قَالَ: فَجَاءَ مَلَكُ الْقَطْرِ فَقَالَ: يَا رَبِّ خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ، فَأْذَنْ لِي أطفىء عنه بالقطر. فقال: هو خليلي ليس لِي فِي الأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرَهُ وَأَنَا رَبُّهُ لَيْسَ لَهُ رَبٌّ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكَ فَأَغِثْهُ وَإِلا فَدَعْهُ! فَلَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ دَعَا رَبَّهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا نَارُ كوني بردا وسلاما على إبراهيم﴾ فَبَرَدَتْ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ يَنْضُجْ بِهَا كُرَاعٌ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يبق في الأرض يومئذ نار إلى طُفِئَتْ، ظَنَّتْ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُعْنَى، وَلَوْ لَمْ يُتْبِعْ بَرْدَهَا سَلامًا لَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بردها. أخبرنا أبو بكر ابن حَبِيبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ صَادِقٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله

1 / 121