Tabrid en el Patrimonio Científico Árabe
التبريد في التراث العلمي العربي
Géneros
بأنه: «العلم بجوهرها وأثرها وما تأثرت به على التفصيل، وبأثرها على الجملة.»
34
ولعل هذا أول وأقدم تعريف موثق لعلم البرودة يحدد من خلاله جابر ما يقوم عليه؛ فهو يتطلب:
فهم حقيقة البرودة وسبب حدوثها.
معرفة أثر البرودة على الأجسام جملة وتفصيلا.
من ناحية أخرى يمثل وضع هذا التعريف أولى خطوات الخروج على الفكر الأرسطي؛ إذ نجد جابر لا يقحم أي دور لنظرية العناصر أو الكيفيات الأربع في تأسيس علم البرودة، وإنما أراده علما قائما بشكل خاص على السببية والأثر والنتيجة. (2) إبراهيم النظام (القرن 3ه/9م)
طبق إبراهيم بن سيار النظام (توفي 231ه/845م) نظريته في الطفرة (أي حركة القفز مع الارتفاع وتجاوز المراحل بين بداية الحركة ونهايتها) على عدد من الظواهر الطبيعية ليثبت صحتها وعمومية أثرها. ومن الظواهر التي طبقها عليها البرودة؛ فإذا أخذنا شيئا باردا وقمنا بإتلافه لدرجة أننا لم نعد نشعر ببرودته التي كان عليها سابقا، عندها نفترض أن هذه البرودة قد اتحدت بوساطة الطفرة مع البرودة الموجودة في الأرض. ولكن باعتبار البرودة عرضا من الأعراض الذي يمكن أن يزول بطبيعة الحال، فلا يمكن أن يزول بالطفرة على أنه شيء متحرك. وقد رد النظام على ذلك بأنه لا يعرف إلا عرضا واحدا هو الحركة، بينما كافة المظاهر الأخرى في الشيء فهي أجسام؛ أي لونه ورائحته وسخونته وبرودته وخفته وثقله ولينه أو خشونته، وكذلك أبعاده الثلاثة؛ فهي كلها أجسام؛ وعلى ذلك فإن مفهوم السخونة ليس شيئا يمكن إبداله بضده؛ أي البرودة؛ فجميع الصفات إنما هي أخلاط جسمية في جوهر واحد لا يمكن إبدالها بغيرها، وإنما هي قائمة بكاملها في الوقت نفسه. وقد يبدو لنا ظاهريا وجود أشياء ساخنة فقط أو باردة فقط ، إلا أن هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بأن الصفات المضادة إنما هي مستترة أو كامنة في هذا الجوهر؛ وعلى هذا فإن صفة «البرودة» موجودة في العنصر على أنها جسم، ولكنها تداخلت مع بقية الأخلاط وتمازجت معها لدرجة لم نشعر بها بحواسنا.
35 (3) الكندي (القرن 3ه/9م)
يعرف الكندي (توفي256ه/873م) البرودة بأنها «هي علة جمع الأشياء من جواهر مختلفة، وتفريق الأشياء التي من جوهر واحد.»
36
Página desconocida