إذا ما علت منا ذؤابة واحد ... تمشت به مشى المقيد في وحلِ
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا ... وتغدو صريع الكأس والأعين النُّجْل
ومن هنا سمى صريح الغواني، سماه بذلك الرشيد، وله مع ذلك قصة عجيبة سنذكرها في أخباره - ثم قالوا لأبي نواس: كأنا بك يا أبا علي قد جئت بقولك:
لا تبكِ ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالوردِ
كأسًا إذا انحدرت من كف شاربها ... أجدته حمرتها في العين والخد
فالكأس ياقوتة والخمر للؤلؤة ... من كفة لؤلؤة ممشوقة القد
تسقيك من عينها خمرًا ومن يدها ... خمرًا فمالك من سكرين من بد
لي سكرتان وللندمان واحدة ... شيء خصصت به من بينهم وحدي
ثم قالوا لدعبل: كأنك قد جئت بقولك:
لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
ومنها:
لا تأخذوا بظلامتي أحدًا ... طرفي وقلبي في دمي اشتركا
ثم قالوا لأبي الشيص: كأنك قد جئت بقول:
حُلي عقال مطيتي لا عن قلى ... وأمضى فإني يا أميمة ماضي
اثنان لا تصبو النساءُ إليهما ... ذو شيبة ومحالف الإنفاض
قال أبو الشيص: بل أنشدكم أبياتًا قلتها في هذه الأيام. قالوا: هات. فأنشدهم:
1 / 73