وقد قيل: لم يشتد عليه من هجائه إياه شيءٍ كما اشتد عليه هذان البيتان:
لو طليت جلدته عنبرا ... لنتنت جلدته العنبرا
أو طليت مسكًا ذكيًا إذن ... لحول المسك عليه خرا
ومما يستسحن لحماد عجرد كلمته التي يقول فيها:
كم من أخ لك لست تنكره ... ما دمت من دنياك في يسر
متصنع لك في مودته ... يلقاك بالترحيب والبشر
يطري الوفاء ويل ... حى الغدر مجتهدًا وذا الغدر
فإذا عدا والدهر ذو غيردهر عليك عدا مع الدهر
فارفض بإهمال أخوة من ... يقلي المقل ويعشق المثري
وعليك من حالاه واحدة ... في العسر إما كنت واليسر
فلقد خبرت وما استوى رجلٌ ... خبر وآخر غير ذي خبر
فوجدت من أحببت متهمًا ... متصرفًا لتصرف الدهر
إلا القليل قد وجدت ذوي ... عهد وشكر أيما شكر
ومما يستحسن لحماد من الشعر ويختار له قوله:
ألست بودي واثقًا لك إنني ... بودك مني واثق بي فاعلما
أما والذي نادى من الطور عبده ... وكرم بالإنجيل عيسى ابن مريما
وخص بآيات القران محمدًا ... نبي الهدى صلى عليه وسلما
لقد حزت من قلبي مكانًا ممنعًا ... أرى لك فيه أن أريق لك الدما
1 / 68