وقال: من أنت يا فتى حياك الله؟ قلت: شراحيل بن معن بن زائدة. قال شراحيل: فوالله ما مرت عليّ ساعة قط. كانت أقر لعيني من تلك الساعة ارتياحًا وسرورًا.
وكان يحيى بن أبي حفصة تزوج عمرة بنت إبراهيم بن النعمان بن بشير الأنصاري على صداق عشرين ألف درهم، وسير إليها مهرها قبل أن يبنى بها، ولام الناس إبراهيم في ذلك وقالوا: زوجت عبدًا وفضحت نفسك وأباك.
وأرادوه على انتزاعها فأبى وعظم الأمر في ذلك جدًا ففي ذلك يقول إبراهيم:
فما تركت عشرون ألفًا لقائل ... مقالًا ولم أحفل مقالة لائم
فإن كنت قد زوجت مولى فقد مضت ... به سنّةٌ قبلي وحب الدراهم
ويقال: إن أبا حفصة كان يهوديًا، فأسلم على يدي عثمان، فأثرى وكثر ماله، وتولى الخزن لبني أمية، وتزوج خولة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم، وكان قيس بن عاصم سيد أهل الوبر، فقال في ذلك القلاخ الشاعر يهجو مقاتل بن طلبة:
نبئت خولة قالت حين أنكحها ... لطالما كنت منك العار أنتظر
أنكحت عبدين ترجو فضل مالهما ... في فيك مما رجوت الترب والحجر
لله در جياد أنت قائدها ... برذنتها وبها التحجيل والغرر
1 / 44