اعلم أن المصنفين في هذا الفن رحمهم الله منهم من رتب ما ذكره على الأعصار، كالعبادي، والشيخ أبي إسحاق ومنهم: من رتبه على الأسماء والأعلام وراعا حروف المعجم، كالتفليسي وابن الصلاح، وأصحاب المشيخات المخرجة، ومنهم من رتبه على كل عام ككثير من المؤرخين، كل ذلك يؤدي إلى تعب شديد، حالة الكشف ويحوج إلى معرفة تاريخ موت الشخص، أو حفظ اسمه قبل ذلك فاستخرت الله تعالى، واسترشدته فأرشد، وله الفضل والمنة إلى ترتيبهم على حروف المعجم، معتبرا أول حرف من اللفظ الذي يحصل عند التعريف والشهرة، اسما كان أو لقبا أو نسبة أو صفة ونحو ذلك، حتى اعتبر في الآباء والأبناء ونحوهما، وفي ما اشتهر بتصنيفه ونحوه: بالاسم الأخير، وهو المضاف إليه، فأذكر مثلا ابن سريج، وأبا الطيب بن سلمة في السين، وابن بنت الشافعي، في حرف الشين المعجمة وصاحب التقريب والتتمة في حرف التاء المثناة من فوق، والقفال الشاشي، والشيخ أبا إسحاق الشيرازي في حرف الشين المعجمة، والشيخ أبا حامد الاسفراييني في حرف الهمزة، وإمام الحرمين في حرف الحاء، والنووي في حرف النون، وعلى هذا القياس يأتي الأسماء، فلما اجتمع رأيي على ذلك بدأت أولا بترجمة الإمام الشافعي، ثم بأصحابه الذين عاصروه، وأخذوا منه، المذكورين في الرافعي وغيره، مرتبين ترتيب وفياتهم عند العلم بها ثم ذكرت لباقي الأصحاب أبوابا على عدد حروف المعجم، وذكرت في كل باب منها فصلين:
- الأول: في الأسماء الواقعة في «الشرح الكبير» للرافعي، و«الروضة» للنووي، وذكرت معهم من يتعلق بهم من أهل العلم من أب أو جد أو ولد أو حفيد ونحوهم، وإن لم يكونوا في الكتابين لأنه أحصر وأضبط.
- والفصل الثاني: في الأسماء الزائدة على ما وقع في الكتابين، مرتبة أيضا الترتيب المشار إليه، وهو ترتيب الوفاة عند العلم بها، إلا عند ذكر جماعة من بيت واحد، فإن لم تكن وفاة الشخص منهم معلومة ذكرته مع أهل طبقته رضي الله عنهم أجمعين، وحشرنا وإياهم في مستقر رحمته، ودار كرامته، بمنه وكرمه، والمسؤول من الله تعالى، أن ينفع به مؤلفه، وكاتبه، والناظر فيه، وجميع المسلمين.
Página 17