93

Las Grandes Clases de los Shafiitas

طبقات الشافعية الكبرى

Investigador

محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو

Editorial

هجر للطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الثانية

Año de publicación

1413 AH

Ubicación del editor

القاهرة

الْإِيمَان معرفَة الْقلب وَالْإِسْلَام النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ وَسَائِر الْجَوَارِح لَا تسمى أَعمالهَا إِيمَانًا وَلَا إسلاما فَخرج من هَذَا أَن أحدا لَا يَقُول إِن الْقَادِر عَلَى النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ مسامح بِتَرْكِهِ وَلَو قَالَ ذَلِك قَائِل لراغم الشَّرِيعَة وَجَاء بالخطة الشنيعة وخرق إِجْمَاع الْمُسلمين وقدح فِي دَعْوَة سيد الْمُرْسلين صلى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ والصنف الرَّابِع يَقُولُونَ إِن الْإِيمَان إِنَّمَا يكون فِي اللِّسَان دون سَائِر الْأَعْضَاء وهم الكرامية فَإِنَّهُم أهملوا جَانب الِاعْتِقَاد رَأْسا وَقد عرفناك مَا يلْزمهُم فَإِن قلت فَإلَى أَي مَذْهَب من هَذِهِ الْمذَاهب تذهبون قلت لسنا إِلَى مَذْهَب جهم والكرامية بذاهبين وَلَا عَلَى أَقْوَالهم معرجين فَإِن قلت لم يُطَابق الْجَواب السُّؤَال وغايته نفي بعض الْأَقْوَال لَا إِثْبَات مَا يعْتَقد قلت القَوْل بِأَن الْإِيمَان تَصْدِيق الْقلب وَأَن النُّطْق لَا بُد مِنْهُ هُوَ مَا عَلَيْهِ قدوتنا فِي الْكَلَام أَبُو الْحَسَن الْأَشْعَرِيّ وقاضينا أَبُو بكر بْن الباقلاني والأستاذ أَبُو إِسْحَاق وَأكْثر الجهابذة البزل ثمَّ اخْتلف جَوَاب شَيخنَا أَبِي الْحَسَن ﵁ فِي معنى هَذَا التَّصْدِيق فطورا قَالَ هُوَ الْمعرفَة وطورا قَالَ هُوَ قَول النَّفس المتضمن للمعرفة ثمَّ يعبر عَن ذَلِك بِاللِّسَانِ فيسمى الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ تَصْدِيقًا وَكَذَلِكَ الْعَمَل بالأركان بِحكم دلَالَة الْحَال كَمَا أَن الْإِقْرَار تَصْدِيق بِحكم دلَالَة الْمقَال فَالْمَعْنى الْقَائِم فِي النَّفس هُوَ الأَصْل الْمَدْلُول عَلَيْهِ وَالْإِقْرَار وَالْعَمَل دليلان وَهَذَا يدانى مَذْهَب ابْن كلاب

1 / 97