بداية النص
بسم الله الرحمن الرحيم
باب ذكر المعتزلة وطبقاتهم
اعلم أنا قد ذكرنا في المختصر أسماءهم وعلة تلقيبهم بها وسند مذهبهم وما أجمعوا «1» عليه ثم تعيين طبقاتهم ثم أعداد فرقهم وانتهاءها «2» الى ثلاث عشرة «3».
أما أسماؤهم
فقد قلنا: هم يسمون المعتزلة لما سيأتي والعدلية لقولهم بعدل الله وحكمته والموحدة لقولهم: لا قديم مع الله، ويحتجون للاعتزال «4» اي لفضله بقوله تعالى: وأعتزلكم «5» (19 مريم: 48) ونحوها وهو قوله تعالى: واهجرهم هجرا جميلا (73 المزمل: 10) وليس الا بالاعتزال عنهم، واحتجوا من السنة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من اعتزل من الشر سقط «6» في الخير، واحتجوا أيضا بالخبر الذي رواه سفيان الثوري عن ابن الزبير «7» عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ستفترق أمتي على «8» بضع وسبعين فرقة ابرها واتقاها الفئة «9» المعتزلة، وهو تمام «10» الخبر، ثم قال سفيان لاصحابه: تسموا بهذا الاسم لأنكم اعتزلتم الظلمة! فقالوا: سبقك بها عمرو بن عبيد وأصحابه، فكان سفيان بعد ذلك يروى «11»: واحدة ناجية.
Página 2