كانوا يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكُنّا نَلْقَى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قَامَا الله بأمر لَمْ يَقُم به أحد - أو كثير أحد أحد - مثلما قاما به، عفان، وأبو نعيم (^١).
وأبو نُعيم، حافظ حُجّة، أخرج حديثه الأئمة الستة وغيرهم، إلا أنه كان يتشيع من غير غلوٍ ولا سَبٍّ (^٢)، وقال الحافظ في التقريب: ثقة ثبت (^٣).
وذكر ابن النديم له: كتاب المناسك، وكتاب المسائل في الفقه (^٤). وقد أخرج ابن سعد من طريقه في الطبقة الخامسة ستّا وسبعين رواية وهي تمثل موضوعات في مناسك الحج (^٥)، وفي بعض المسائل الفقهية مثل خضاب شعر اللحية والرأس، ولُبس الجُبّة، والطيلسان، والعِمَامَة، واتخاذ المِرْفَقَةُ الحرير، ولبس الخز، والرداء، والقميص (^٦).
وبقية الروايات أحاديث في موضوعات متفرقة، وأخبار عن جنازة ابن عباس ومقتل الحسين، وهي قليلة قليلة. مما يمكن القول معه بأن ابن سعد قد استفاد من كتابي الفضل هذين مثلما استفاد من كتب الواقدي.
٣ - عَفَّانُ بن مُسْلِم (^٧) (١٣٤ - ٢٢٠ هـ): -
ابن عبد الله مولى عَزْرَة بن ثابت الأنصاري أبو عثمان البصري الصفار،
_________
(^١) المصدر نفسه: ١٢/ ٣٤٩.
(^٢) ميزان الاعتدال: ٣/ ٣٥٠.
(^٣) تقريب التهذيب: ٢/ ١١٠.
(^٤) الفهرست (ص: ٢٨٣).
(^٥) انظر الأسانيد رقم: ٥، ٦، ٥٧، ٥٨، ٥٩، ٣٧٢، ٥٢٤، ٥٢٥.
(^٦) انظر الأسانيد الآتية: ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨، ١١٤، ١١٧، ١١٨، ٣٧٦، ٣٩٣، ٣٩٤، ٣٩٨، ٤٠٥، ٤٠٨، ٥٩٢، ٥٩٧، ٦٩٢، ٧٠٦.
(^٧) من مصادر ترجمته، الطبقات الكبرى: ٧/ ٣٣٦ والجرح والتعديل: ٧/ ٣٠، وتاريخ بغداد: ١٢/ ٢٦٩، وتهذيب الكمال (ق: ٩٤٣) وسير أعلام النبلاء: ١٠/ ٢٤٢، وميزان الاعتدال: ٣/ ٨١، وتذكر الحفاظ: ١/ ٣٧٩، وتهذيب التهذيب: ٧/ ٢٣٠.
1 / 37