ومن بعدهم (^١): وليس من اليسير أن أترجمهم كلهم في هذا الموطن ولكن سأقتصر على ذكر شيوخه في الطبقة التي أحققها وسوف أترجم أربعة من شيوخه الذين أكثر عنهم في الطبقة الخامسة من الصحابة وأذكر البقية ذكرا، ومقدار ما رواه عن كل واحد وأرتبهم على حروف المعجم.
١ - محمد بن عمر الواقدي (١٣٠ - ٢٠٧ هـ): -
ولد بالمدينة سنة ثلاثين ومائة وتلقى العلم بها ثم رحل كعادة أهل زمانه المشافهة العلماء والتلقي عنهم فأخذ عن صغار التابعين ومن بعدهم في الحجاز والعراق والشام، وقدم بغداد سنة ثمانين ومائة (^٢) ثم رحل عنها إلى الرّقة والشام وعاد إلى المدينة ثم رجع إلى بغداد، فولاه الرشيد القضاء، وبقي بها إلى أن مات في شهر ذي الحجة من سنة سبع ومائتين (^٣)، وله من العمر ثمان وسبعون سنة (^٤)، وقد كان أخباريًا جامعًا، ألف كثيرا من الكتب في موضوعات متعددة، وقد ذكر ابن النديم: أن الواقدي خَلّف بعد وفاته ستمائة قمطر كُتُبا وكل قمطر منها حِمْلُ رجلين، وكان له غلامان مملوكان يكتبان له الليل والنهار، وقَبْلَ ذلك بيع له كتب بألفي دينار (^٥).
وله من الكتب: كتاب المغازي، كتاب أخبار مكة، كتاب الطبقات، فتوح الشام، فتوح العراق، الجمل، صفين، الردة والدار، وفاة النبي مولد الحسن والحسين، مقتل الحسين مقتل الحسين، ضرب الدنانير والدراهم،
_________
(^١) أنجز تحقيقها الزميل: عبد العزيز السلومي.
(^٢) الطبقات الكبرى: ٧/ ٣٣٤.
(^٣) المصدر السابق
(^٤) الفهرست: ص ١١١.
(^٥) نفس المصدر.
1 / 32