Las Clases Grandes

Ibn Saʿd d. 230 AH
2

Las Clases Grandes

الطبقات الكبرى

Investigador

محمد بن صامل السلمي

Editorial

مكتبة الصديق

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1414 AH

Ubicación del editor

الطائف

ورضي الله عن أصحابه الكرام البررة، من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، فقد أثنى عليهم ربهم بقوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (^١). ووصفهم بقوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (^٢). وقال ﷺ عنهم: "خيْرُ أُمَتِي قَرنِي ثم الذين يَلُونَهم ثم الذين يلونهم … " الحديث (^٣). وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: "إنّ الله نَظَرَ في قلوب العِبَادِ فاختار محمدًا ﷺ فَبَعَثَهُ إلى خَلْقِه برسالَتِهِ، وانتخبه

(^١) سورة التوبة، آية (١٠٠). (^٢) سورة الفتح، آية (٢٩) (^٣) متفق عليه، أخرجه البخاري من حديث عمران، وابن مسعود في كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ: ٨/ ١٨٩. ومسلم من حديثهما وحديث أبي هريرة. حديث رقم (٢٥٣٣، ٢٥٣٤، ٢٥٣٥).

1 / 8