============================================================
الدين، كان فقيها عالما عارفا محققا، وكان اشتغاله على خاله الفقيه الكبير اسماعيل ابن محمد الحضرمي، والفقيه الكبير أحمد بن موسى بن عجيل، فشملته بركتهما وبورك له في علمه، وانتفع به جمع كثين وأقام مدرسا نحو خمين سنة، حتى كان ي رف بالمدرس، وصنف شرحا مفيدا للتنبيه. قال الجندي: قرات عليه بعضه وأجازني في الباقي، وامتحن بقضاء المهجم مدة، ثم تركه وعزل تنفسه، ولما ولي القضاء عتب عليه في ذلك، فلما سار فيه السيرة المرضية، ثم عزل نفسه، علم الناس أن الله لم يضيع ما تقدم له من صالح العمل، وكانت وفاته سنة إحدى وعترين وسبعمائة بقرية الضحى، وسيأتي ضبطها في ترجمة الفقيه اسماعيل الحضرمي إن شاء الله تعالى، وقبر إلى جنب الفقيه اسماعيل المذكور، ورأى بعض الفقهاء من بني الحضرمي ليلة موته النبي وأبا بكر رضي الله عنه، والفقيه اسماعيل الحضرمي ووالده محمدا قال الراوي: فقلت للفقيه محمد: ما جاء بهؤلاء؟ فقال: يطلبون الفقيه جمال الدين، قال: فاستيقظت من نومي، وإذا بي أسمع قائلا يقول: مات الفقيه جمال الدين رحمه الله تعالى أمين : ابو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد الصريد ح يضم الصاد المهملة وفتح الراء وسكون المثناة من تحت وكسر الدال المهملة وآخره حاء مهملة أيضا، المالكي النسب، نسبة إلى مالك بن ذؤال، وهو أبوقبيلة مشهورة من قبائل عك بن عدنان، كان المذكور فقيها عالما مباركا ورعا زاهدا، غلب عليه النسك والعبادة مع جودة العلم، وكان مبارك التدريس كثير النقل، تخرج به جماعة من الأكابر، وكان مقصودا للزيارة والتبرك، مؤلفا للأصحاب، مؤانسا للوافدين، مرضي السيرة، حسن السريرة، قليل المثل في أبناء جنسه وأهل زمانه، وكان والده الفقيه عبدالله فقيها عالما محققا مشهورا بالصلاح والعبادة، مباركا في علم الأدب، وعنه أخذ جماعة من العلماء، منهم الفقيه على بن عمر عجيل جد الفقيه أحمد بن موسى، ذكر ذلك الإمام اليافعي، وكان للفقيه أحمد المذكور ولدان هما عبدالله بن أحمد وعلى بن أحمد، فأما عبدالله فتفقه بعمه يوسف،
Página 82