============================================================
يومثذ الامام محمد بن علي الهدوي الملقب صلاح الدين، فكان الفقيه يقبح عقيدتهم ومذهبهم، وصتف كتايا ختصرا يحث فيه على ملازمة السنة، ويحذر من البدعة، فقصده الإمام المذكور إلى بلاده في عسكر كثير، وهجموا على بيت الفقيه وقتلوه هو وولده أبو بكر وجماعة من أهله وأصحابه من غير قتال منهم، بل ظلما وعدوانا، ونهبوا البلاد نهبا عظيما، وكان في بيت الفقيه أموال جليلة مودعة للناس، لكونه معتقدا في تلك الناحية، وكان ذلك سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فلم تطل مدة الإمام بعد ذلك، بل عوجل وعوقب عقوبة شديدة، وذلك أنه ركب يوما على بغلة له، فبينا هو يسير إذ نفرت به البغلة نفرة شديدة حتى سقط عن ظهرها فتعلقت إحدى رجليه في الركاب فازدادت البغلة نفورا، ولم يقدر أحد على إمساكها إلا بعد جهد عظيم، فسئل عن نفرة البغلة فقال: رأيت الفقيه أحمد بن زيد طعن البغلة في وجهها بإصبعه، فكان ذلك سبب تفورها، وأقام عليلا أياما قلائل، وتوفي وذلك بعد قتل الفقيه بنحو شهر، ورأى بعض العلماء الأخيار الفقيه أحمد في المنام وبيده ورقة مكتوب فيها هذا البيت: هم آيام انبعشت علينا وأيام لنا فيها انبعاث ورثى الفقيه أحمد المذكور الفقيه شرف الدين اسماعيل بن أبي بكر المقري، لكونه من قومه يني شاور، بقصيدة حسنة وهي: أراتي الله رأسك يا صلاح تداوله الأسنة والرماح لقد أطفأت للإسلام نورا يضيء العلم منه والصلاح فتكت بأولياء الله بغيا وعدوانا ولج بك الجماح فتكت بأحمد فانهذ ركن من الايمان وانقرض السماح فلا تفرح بسفك دم ابن زيد فما يرجى لقاتله فلاح وهي طويلة تركتها إيثارا للاختصار، وبنو زيد هؤلاء بيت علم وصلاح لا خلو موضعهم من قائم بالطلبة والوافدين، وسيأتي ذكر والده الفقيه زيد في موضعه
Página 78