============================================================
مبارك التدريس، يذكر عن جماعة من قرأ عليه، انهم قالوا: ما وجدنا عند أحد من قرأنا عليهم ما كنا نجده عند الفقيه ابراهيم من الانتفاع بالقراءة. حج ثلاث حجات في عمره، وكانت وفاته سنة ست وتسعين وسبعمائة، وكان له عدة أولاد أشهرهم وأجلهم أبو بكر واسماعيل كان أبو بكر فقيها عالما متفننا اشتغل بالعلم في مدينة زبيد على جماعة من أهلها، وكان أخذه لعلم العربية كالنحو واللغة والتصريف وغير ذلك، عن جديي عبداللطيف بن آبي بكر الشرجي رحمه الله تعالى، ثم رجع إلى بلده وقد أتقن جملة من العلوم ونشر العلم بها، واليه انتهت رياسة العلم بتلك الناحية، خصوصا علم النحو فإنه لم يكن له فيه نظير هنالك، وانتفع به جماعة كثيرون، وكان حسن الخلق كثير البشر والصلاح عليه ظاهر، وكانت وفاته سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، وقد قارب الثمانين رحمه الله وأما أخوه اسماعيل فكان رجلا صالحا مباركا، بشر به قبل مولده جماعة من الصالحين كالفقيه أبي بكر بن آبي حربة وغيره، واشتهر عند أهل البلد انه يولد للفقيه ابراهيم بن محمد ولد يقال له اسماعيل يكون من كبار الصالحين، وذلك في حياة جده محمد بن موسى، فكانت آمه كلما وضعت ولدا يقولون لجده، نسيه اسماعيل؟ فيقول لا سموه كذا وكذا، حتى ولد هو فقال: سموه اسماعيل، وكان جده المذكور من كبار الصالحين أهل الكشف: وسيأتي ذكره في موضعه من الكتاب إن شاء الله تعالى، فظهر الفقيه اسماعيل ظهورا مباركا، وكان معروفا عند الناس بالصلاح من صغره، بحيث كان يأتيه ذو الحاجة وهو طفل ويتوسل به فتقضى حاجته، وكان يحمل ويتشفع به في الأمور فيشفع.
ويحكى ان الفقيه عبدالرمن ين زكريا مر على الفقيه موسى بن يحى بن عجيل فقال: أحب أن أنظر إلى أولاد الفقيه ابراهيم، فقال له: هم في المسجد يتعلمون تم مشيا إلى المسجد فوجدا اسماعيل هذا في الطريق، فعرفه الشيخ الفقيه عبدالرحمن بمجرد الشظر، ثم قال للفقيه موسى: ارجع بنا فقد حصل المقصود. وكان الفقيه عبدالرحمن المذكور معروفا عند الناس انه نقاد الأولياء،
Página 49