============================================================
أحمد الصياد والشيخ مرزوق الآتي ذكرهما إن شاء الله تعالى ، وغيرهما ممن شهر وذكر، وكان الشيخ أحمد الصياد يثني عليه كثيرا ويعظمه. ومما حكاه من مكاشفاته أنه قسال: كان يكلفني في أيام البداية الأعمال الشاقة، كنزع الماء ونحوه، فكنت إذا خلوت شكوت ذلك إلى ربي فإذا أتيته يقول: شكوتني وقلت ما هو كذا وكذا ويخبرني بجميع ما قلته.
وقال الشيخ أحمد الصياد رحمه الله تعالى: كنت في بدايتي يبسط لي في الكلام حتى لا أقدر أن أسكت، وإذا سكت اكاد أموت، وكنت يوما أتحدث بحضرة الفقيه ابراهيم فرجرني فلم آنزجر فقال: اللهم اعقل لسانه فجئت أتكلم فلم أقدر فخرجت الى البرية، فقلت: يا رب وحقك لا برحت من هذا الموضع حتى ترد علي ما وهبت لي، فرد الله علي البسط الذي كان في لساني، فلما جئت الى الفقيه قال لي: يالص رحت إلى موضع كذا وشكوتتي ومن كراماته ما أخبر به عنه الشيخ أحمد الصياد أيضا قال: طلعت مرة الى الجيل لزيارة بعض المشايخ هنالك، فتعرض لي بعض المريدين وقال لي: هل عندكم في تهامة مشايخ مثل مشايخنا؟ فقلت له: نعم، وحصل بيني وبينه كلام كثير، فشكاني إلى شيخه فتوعدني وخفت منه خوفا كثيرا، قال: فبينا أنا كذلك اذ رأيت الفقيه ابراهيم الفشلي قد وثب ثلاث وثبات من تهامة إلى عندي، وبيني وبينه مسيرة يوم كامل وقال لي: يا ذليل تخاف من فلان! والله لئن أطلقتك عليه لتاسرنه، ثم دخل الى الجماعة وقبال هم: هذا يحسن منكم تكسرون قلب الصياد هذا كما طلع إليكم، ثم أحذ بيدي ونزل بي معه، وأخبار الفقيه إبراهيم المذكور وكراماته كثيرة. وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة وستمائة، ولما توفي خلفه ولده الفقيه محمد وغلب عليه الاشتغال بالعلم خصوصا علم الحديث فإنه كان فيه إماما انتفع به الناس نفعا عظيما، وكان الملك المنصور أول ملوك بني رسول يعتتده ويعظمه، وكذلك ولده المظفر وربما قرأ عليه شيئا من كتب الحديت، وكانت وفاته بمدينة زبيد، وذلك آنه ركب دابة لبعض حوائجه، فمرت الدابة بكلب فنبحها فشرت والقته من على ظهرها فوقع على
Página 44