============================================================
يحفظ ما سمعه في مرة واحدة قليلا كان أو كثيرا، حتى قيل: انه حفظ كتاب الهداية في مذهب الإمام آبي حنيفة رضي الله عنه لسماع واحد.
ومن كراماته ما روي عن الفقيه الكبير أحمد بن موسى بن عجيل، آنه رأى النبي ة وهو يقول له: إن أردت أن يفتح الله عليك بالعلم فخذ من تراب قبر الضرير شيئا وابتلعه على الريق، ففعل الفقيه ذلك، فظهرت عليه بركته وذلك في آيام بدايته.
ومن كراماته انه لما وقع خلاف العرب في أيام الملك المجاهد، وخربت قرى الوادي رمع وغيرها، وكان الفقهاء بنو زياد معهم كتب كثيرة ما أمكنهم أن ينقلوها، ولا أمكنهم أن يخرجوا من البلد ويتركوها، وأهمهم ذلك الأمر كثيرا، فاتفق أن وصلهم الشيخ طلحة بن عيسى الهتار في أيام بدايته وأمسى عندهم، فلما رآهم على ذلك الحال أهمه أمرهم، فرأى النبي في المنام يقول له: مر الفقهاء بني زياد ينقلون كتبهم إلى تربة الضرير وما يضرها شيء، فلما استيقظ الشيخ الرائي آخبرهم بذلك، فبادروا بذلك وتقلوها جميعها إلى تربة المذكور، وأقامت هنالك نحو السنة في الشمس والمطر لم يضرها شيء ولا قدر أحد أن يأخذ منها شيئا من العرب وغيرهم: أخبرني بعض العلماء الثقات عن الشيخ محمد الغزالي عن والده الشيخ طلحة بهذه الحكاية، وسألت بعض فقهاء بني زياد عن ذلك، وهو الفقيه الصالح عتيق بن زياد فقال: هذا عندنا مشهور متداول، وقرية الفقيه الضرير التي ينسب إليها يقال لها الضجاع، بكسر الضاد المعجمة بعد الألف واللام ثم جيم وألف بعدها عين مهملة، والعوام يصحفون ذلك فيقدمون الجيم على الضاد ويحذفون الألف، وقرية الفقهاء بني زياد قريبة منها تعرف بحلة زياد، نسبة إلى جدهم زياد المذكور، وهما من قرى الواديي رمع، والفقهاء بنو زياد من العرب المعروفين بالمقاصرة بطن من بطون عك بن عدنان، وهم قوم أخيار يعرفون بالعلم والصلاح، وكانت وفاة الققيه الضرير في حدود الستمائة، وتريته هنالك في قريته مشهورة مقصودة للزيارة 281
Página 281