279

============================================================

فيه كتاب شعب الإيمان للبيهقي، وله فيه زيادات حسنة وله فيه كرامات ظاهرة، وذلك أنه لما شرع في تصنيفه قيل له: سم كتابك المرتضى، وكان ذلك على سبيل الكشف، وكذلك قيل له: يا محمد يولد لك ولدان محدث ومحدث الأول بفتح الدال والثاني بكسرها، فكان كذلك، فالمحدث بفتح الدال هو الفقيه إسماعيل، وكان الثاني الفقيه إبراهيم، كان محدثأ كاملا عارفا بعلم الحديث.

ومن كرامات الفقيه محمد المذكور، أن بعض الفقهاء رأى النبي في المنام يقول له: إقرأ كتاب المستصفى على الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي أو على الفقيه أبي الحديد، فوصل الرائي المذكور إلى الفقيه محمد وأخبره بمنامه، فقال: الحمد لله على ذلك حيث، ذكر النبي هذا الكتاب المصنف في اليمن، فإن ذلك يدل على فضله وفضل مصنفه وفضل البلاد التي صنف فيها حيث ذكر القراءة على من ذكر وأذن بها، والكتاب المذكور هو تصنيف الفقيه محمد بن سعد القريظي، وسيأتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى.

وحكى الجندي عن الفقيه الذي رأى المنام المذكور، أنه قال: كنت ليلة نائما عند الفقيه محمد في بيته أيام قراءتي عليه الكتاب المذكون، فرأيت على باب المسكن الذي أنا فيه شخصين، أحدهما عن يمين الباب والآخر عن يساره، وكأن قائلا يقول: الذي على اليمين الخضر، والذي على اليسار إلياس، ورأيت تحت إبط الخضر رزمة صحف، وإذا بإلياس يقول له: على من تصلح قراءة البخاري على البرهان الحضرمي أو على الفقيه علي بن مسعود أو على الققيه محمد بن إسماعيل الحضرمي؟ فقال له الخضر: أما سمعت قول ابن عباس: حدتني أناس منهم عمر وأرضاهم عندي عمر، وأرضاهم عندي أن يقرأ البخاري عل الفقيه محمد بن إسماعيل ومن كرامات الفقيه محمد بن إسماعيل المذكون، آنه كان يفتح عليه في بعض الساعات بشيء من الكشف، فينادي بأعلى صوته، فتح الباب فتح الباب، فيأتي الناس إليه، فيجدونه شاخصا وحواليه نور ساطع، فيدعون الله تعالى عند ذلك فيرون بركة ذلك واستجابة دعائهم سريعا، وكان مسكن الفقيه المذكور بقرية 179

Página 279