============================================================
أولاد الفقيه محمد، يعرفون ببني سود، والذين من ذرية الفقيه محمد يعرفون بيني أبي حربة، كما شهر بذلك، وإلا فهم من بني سود، وإلى ذلك أشار الإمام اليافعي في قصيدته المسماة ناهية المحيا في مدح شيوخ اليمن الأصفياء حيث قال : وسودية حسنا الحلى ذات سؤدد لها حربة ترمي بها في المقاتل وسيأتي ذكر والده الفقيه يعقوب وولده الفقيه أبي بكر بن محمد كل واحد في موضعه من الكتاب إن شاء الله تعالى، نفع الله بهم أجمعين بو عدالله محمد ين السين بن عبدويه صاحب كمران، بفتسح الكاف والميم وقبل الألف راء وبعده نون، وهي جزيرة مشهورة في البحر، مقابلة للوادي سردد أحد أودية اليمن المشهورة، وعبدويه على وزن سيبويه، إلا أن العين مفتوحة، كان المذكور فقيها كبيرا عالما عاملا، أصله من العراق، وأخذ العلم هنالك عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه وغيره، ثم دخل اليمن وسكن مدينة زبيد مدة فاتفق وصول بعض ملوك بني الصليحي منجدا لبعض ملوك الحبشة على ابن عم له نازعه في الملك، فتهب الواصل المدينة، ونهب للفقيه جملة مستكثرة من المال والكتب وغير ذلك، وكان صاحب ثروة، فانتقل إلى الجزيرة المذكورة وتديرها، واشترى هنالك جلابا، وكان يرسل عبيده إلى الهند وغيرها من البلاد، فلم تأت عليه مدة يسيرة إلا وقد أخلف الله عليه أضعاف ما أخذ له، ولما استقر في الموضع المذكور، قصده الناس من كل ناحية واشتغلوا عليه بالعلم وانتفعوا به انتفاعا عظيما لكونه من أهل الولاية والصلاح، وخرج من تلاميذه جماعة من العلماء الكبار من درس وأفتى وغير ذلك، وكان يقوم بكفاية جميع من وصل إليه من طلبة العلم وغيرهم من الوافدين والمنقطعين، وكان متحريا في مطعمه لا يأكل إلا من الأرز الذي يجلبه عبيده من بلاد الهند، وكان يقصد للزيارة والتبرك في حال حياته، ويطلب منه الدعاء، نفع الله به، وامتحن في اخر عمره بالعمى، فعلم بذلك بعض الفقهاء من تلامذته وهو
Página 277