============================================================
في هذه مدة وفي هذه مدة، ثم ارتحل الى الشام وزار بيت المقدس وقبر الخليل عليه السلام، ثم قصد مصر لزيارة من بها من الصالحين، وكان مقامه في مشهد الشيخ ذي النون المصري مخفيا امره مؤثرا للخمول، ثم رجع الى الحجاز وأقام بالمدينة مدة، ثم عاد الى مكة ولازم المجاورة والاشتغال بالعلم والعبادة وتزوج وأولد بها في هذه المدة، ثم قصد اليمن لزيارة شيخه الشيخ علي الطواشي وغيره من الصالحين، ومع هذه الاشغال كلها لم تفته حجة واحدة.
يروى عنه أنه لما قصد المدينة لزيارة النبي قال: لا أدخل المدينة حتى يأذن لي النبي بي قال: فوقفت على باب المدينة أربعة عشر يوما فرأيت النبي في المنام فقال لي: يا عبدالله أنا في الدنيا نبيك وفي الآخرة شفيعك وفي الجنة رفيقك، واعلم آن في اليمن عشرة أنفس من زارهم فقد زارني ومن جفاهم فقد اني، فقلت: ومن هم يا رسول الله؟ قال: خسة من الاحياء وخمسة من الاموات، فقلت: من الأحياء؟ فقال: الشيخ علي الطواشي صاحب حلى والشيخ منصور بن جعدار صاحب حرض ومحمد بن عبدالله المؤذن صاحب منصورة المهجم والفقيه عمر بن على الزيلعي صاحب السلامة، والشيخ محمد ابن عمر النهاري صاحب برع، والأموات أبو الغيث بن جميل، والفقيه اسماعيل الحضرمي، والفقيه أحمد بن موسى بن عجيل، والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي، والفقيه محمد بن حسين البجلي، قال: فخرجت في طلب القوم وليس الخبر كالمعاينة، ومن شك فقد أشرك، فأتيت الأحياء فحدثوني وأتيت الاموات فحدثوني، فلما أتيت الشيخ محمد النهاري، قال مرحبا برسول رسول الله ي فقلت له: بم نلت هذا؟ فقال: قال الله عز وجل: واتقوا الله ويعلمكم الله} فأقمت عنده ثلاثة أيام ثم انصرفت الى مدينة النبي فوقفت على بابها أربعة عشر يوما ايضا، فرأيته فقال: زرت العشرة؟ فقلت: نعم إلا انك أثنيت على أبي الغيث، فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال: أبو الغيث غدا أهل من لا أهل له، فقلت: أتأذن لي بالدخول؟ فقال: ادخل انك من الآمنين انتهى.
وهؤلاء العشرة كلهم مذكورون في هذا الكتاب كل واحد منهم في موضعه،
Página 173