============================================================
صلاة الصبح وصلاة العصر في مسجد الأشاعر إلا إذا اجتمع فيه أربعون وليا لله تعالى، عشرون من أهل البلد، وعشرون من أهل البادية. وقال نفع الله به: أن مسجد الأشاعر مذيبة للذنوب، وكلامه في هذا الباب وكراماته بحر لا ساحل له، وفيما ذكرناه دليل على ما لم نذكره، وفي هذا القدر كفاية إن شاء الله تعالى وكانت وفاته تفع الله به في شهر رجب الفرد من شهور سنة ست وثمانمائة، ودفن بقبرة باب سهام من مدينة زبيد، وله هنالك مشهد عظيم لم يكن في تلك المقبرة أعظم منه، وعليه أثر النور والبركة ظاهر: وخلف جماعة أولاد أنجبهم الشيخ الأجل الولي الكبير رضي الدين أبو بكر الصديق، وهو الذي قام بالموضع والفقراء بعد أبيه، وسلك مسلكه في جميع أموره، وكان فيه من حسن الخلق ولين الجانب ولطف الشمائل ما يجل عن الوصف، وإليه اتتقل سر والده، فكان هو وارثه ظاهرا وباطنا وظهرت له كرامات تدل على ذلك، وكان والده يثني عليه كثيرا ويشير إليه بالولاية التامة، ولمسا توفي والده رحمه الله تعالى، كتب إليه الفقيه الأجل الصالح محمد بن أي بكر بن أبي حربة المعروف بالمحجوب يعريه عن والده، قال الفقيه محمد المذكور: لما أخذت القلم وأردت أن أكتب إليه تعزية قيل لي: لا تكتب إلا تهنئة بما انتقل إليه من وراثة سر أبيه، فكتب إليه بذلك، ومن جملة ما كتب به إليه قوله: أهنيك يا ابن الشم منه بوابل يعم جميع العالمين معاطرا ومما كتب به آيضا قوله: إليك إليك خذها لاعدمنا جلالكم فأفدى من جلال وبلغني آن جماعة من أصحاب والده جددوا عليه التحكيم بإشارة حصلت لبعضهم من الشيخ الكبير في منام رآه فيه، وكان أكابر أصحاب والده كالشيخ أحمد الرداد والشيخ محمد المزجاجي وغيرهم، يستمدون من أنفاسه ويعولون على رأيه في جميع ما ينوبهم، ولم يزل على قدم والده من الاجتماع على تلاوة القرآن
Página 106