ولد سنة (1215) ونشأ مجتهدا في تحصيل العلوم، فقرأ على أبيه علامة عصره، وعلى الشيخ سعيد الحلبي ولازمه كثيرا، ثم بعد وفاته لازم ابنه الشيخ عبد الله الحلبي، وأم بالحنفية بعد أبيه في الجامع الأموي، وكانت له حجرة في المرادية يقيم بها للقراءة والإقراء، وكان من أمناء الفتوى مدة حسين أفندي المرادي، وابنه علي أفندي، ولما عزل نفسه عن الإفتاء علي أفندي المذكور لرؤيا هالته، وكان المرجع في الشام الشيخ عبد الله الحلبي فتذاكر مع والي الشام وقتئذ في نصب طاهر أفندي المترجم مفتيا فعينه، وورد المنشور من باب المشيخة له بها، وقام بأعبائها، وكتب على الفتاوى، وأتخذ أولا المدرسة الجقمقية دارا للفتوى وصار يجلس بها. وكان له دار ملاصقة لباب الجامع الأموي من ناحية النوفرة، ثم في سنة (1273) وقع حائط الجامع من ناحيتها فهدمت، فأنهى والي الشام وقتئذ لدار السلطنة بذلك فوردت إرادة سنية بإعطاء خمسين ألف قرش للمفتي المذكور لشراء دار له فأعطي ذلك واشترى دارا في زقاق الشيخ عمود داخل باب الجابية وعمرها عمارة حسنة وأما داره الأولى الملاصقة للجامع فجعل بعضها زاوية وبعضها أدخل للمشهد، ووقتئذ وسع المشهد وبني داخله على هذه الكيفية.
وكان في حائطه قديما كوة يقال إن رأس الحسين عليه السلام وضع بها. وكان وراءها مربع من الدار المذكورة، فأدخلت للمشهد وجعل لها محراب وجعل المحل الذي يقال إن رأسه الشريف وضع فيه على هيئة قبر، وصار يقال له مشهد الحسين من حينئذ.
Página 6