121

Naturalezas de la Tiranía y las Arenas de la Liberación

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

Editorial

المطبعة العصرية

Número de edición

طبعة جديدة منقحة ومضافة بقلم المؤلف

Ubicación del editor

حلب

الاستبداد والترقِّي الحركة سُنَّةٌ دائبةٌ في الخليقة بين شخوصٍ وهبوط. فالترقّي هو الحركة الحيوية؛ أي حركة الشخوص، ويقابله الهبوط وهو الحركة إلى الموت أو الانحلال أو الاستحالة أو الانقلاب. وهذه السُّنّة كما هي عاملة في المادة وأعراضها، عاملة أيضًا في الكيفيات ومركَّباتها، والقول الشّارح لذلك آية: ﴿يُخرِج الحيَّ من الميّت ويُخرج الميّت من الحيّ﴾، وحديث: "ما تمَّ أمرٌ إلا وبدا نقصه"، وقولهم: "التاريخ يعيد نفسه". وحكمهم بأنَّ الحياة والموت حقّان طبيعيان. وهذه الحركة الجسمية والنفسية والعقلية لا تقتضي السير إلى النهاية شخوصًا أو هبوطًا؛ بل هي أشبه بميزان الحرارة، كلُّ ساعة في شأن، والعبرة في الحكم للوجهة الغالبة، فإذا رأينا آثار حركة الترقّي هي الغالبة على أفرادها، حكمنا لها بالحياة، ومتى رأينا عكس ذلك قضينا عليها بالموت. الأمّة هي مجموعة أفراد يجمعها نسب أو وطن أو لغة أو دين، كما أنَّ البناء مجموع أنقاض، فحسبما تكون الأنقاض جنسًا وجمالًا وقوّةً يكون

1 / 131