Euphiate ، وعندما ترى تروبايوفوروس تصور ألكيفرون، وعندما ترى سيفيروس تصور كريتو أو كسينوفون؛ لكل واحد إذن ضريب في الماضي. عندئذ تأمل هذا أيضا؛ أين أولئك الناس الآن؟ في لامكان، أو لا أحد يعرف أين. هكذا ستنظر دائما إلى الحياة الإنسانية كمجرد دخان ولا شيء، وبخاصة إذا تذكرت أيضا أن ما تبدل ذات يوم لن يعود إلى أبد الدهر. لماذا إذن هذا الكرب؟ لماذا لا تقنع بأن تقضي أمدك الزمني القصير بسلاسة ونظام؟
ومن أي موقف مادي أو أي فرصة للفعل تريد أن تتهرب؟ وهل كل ذلك غير تدريب لذلك العقل الذي تفحص كل شيء في الحياة بنظرة دقيقة وعلمية؟ ابق إذن حتى تتمثل كل هذا أيضا، كالمعدة القوية تتمثل كل طعام، أو كالنار الذكية تحيل كل ما يلقى فيها إلى لهب وضياء. (10-31) لا تجعل نفسك عرضة لأن يقال عنك بحق إنك غير مخلص أو غير صالح، بحيث لا ينالك بهذا إلا كاذب أفاك. إن هذا الأمر راجع إليك بالكامل، فمن ذا الذي يحول بينك وبين أن تكون صالحا أو مخلصا؟ عليك فقط أن تقرر ألا تظل على قيد الحياة ما لم تمتلك هذه الخصال؛ فالعقل أيضا لا يحبذ أن يعيش من لا يمتلكها.
16 (10-33) في أي ظرف مادي معطى؛ ما الذي بوسعك أن تفعله أو تقوله بأقصى انسجام مع العقل والرشد؟ فأيا ما كان ذلك فإن بإمكانك أن تفعله أو تقوله، ولا تنتحل عذرا بأي «عوائق في طريقك»؛ فما أراك تكف عن عويلك ما لم يذق عقلك نفس اللذة التي يجدها المنغمسون في الترف حين يستجيب لأي ظرف عارض استجابة إنسانية قويمة منسجمة مع الفطرة؛ إذ ينبغي على المرء أن يعده متعة أي فعل يمكنه أن يؤديه وفقا لطبيعته. وإن بوسعه ذلك في كل مكان.
والآن، إذا كانت العجلة لم تمنح القدرة على مواصلة حركتها حيثما أرادت، ولا الماء ولا النار ولا أي شيء محكوم بالطبيعة أو غير عاقل فما أكثر العقبات والعوائق التي تعترضها؛ فإن العقل لديه القدرة، بطبيعته وبإرادته، على أن يمضي خلال كل عقبة.
17
ضع نصب عينيك هذه الإمكانية التي تمكن العقل من أن يمضي خلال كل الأشياء، كالنار إلى أعلى، كالحجر إلى أسفل، كالعجلة تنزلق على المنحدر، ولا تبحث عن أي شيء آخر؛ فأي عوائق أخرى إما أن يقتصر تأثيرها على الجسد الذي هو شيء ميت، وإما ألا تأثير لها على الإطلاق إلا من خلال الحكم (الرأي) ومن خلال استسلام العقل نفسه.
وإلا فإن كل من يصادف عقبة سيصبح هو نفسه سيئا في الحال. والآن، في جميع الكائنات العضوية الأخرى فإن أي أذى يلحق بأي منها يجعلها أسوأ في ذاتها. أما في حالة البشر فإن الشخص في الحقيقة يصبح أفضل وأجدر بالثناء إذا استخدم الظروف التي تصادفه استخداما صحيحا. وتذكر بعامة أن لا شيء يضر مواطن الطبيعة إلا ما يضر الدولة، ولا شيء يضر الدولة إلا ما يضر القانون. ولا شيء مما نسميه المحن يضر بالقانون. إذن ما هو غير ضار بالقانون فهو لا يضر الدولة ولا المواطن.
18 (10-34) من تشرب المبادئ الصحيحة تكفه تذكرة شديدة الاختصار والشيوع لكي يتخلص من كل ألم وخوف. مثال ذلك:
أوراق
19
Página desconocida