144

Meditaciones

التأملات

Géneros

قد يرتكب الظلم بالإحجام عن الفعل، مثلما يرتكب بإتيانه. ***

لا تكن متثاقلا في فعلك، ولا مشوشا في محادثتك، ولا غامضا في تفكيرك. ولا تترك عقلك نهبا للانقباض ولا للتيه. واجعل في وقتك ساعة للفراغ والترويح. - «إنهم يقتلونني، يمزقونني، يلعنونني.» - وكيف يمكن لكل ذلك أن يحول بين عقلك وبين الصفاء والحكمة والرصانة والعدل؟ هب واحدا أتى إلى نبع من الماء النمير وأخذ يلعنه، فهل سيمنع النبع من أن يظل يتدفق بالماء الزلال؟ وهبه ألقى فيه بشيء من الطين والروث ... فلن يلبث النبع أن يفتته ويزيحه ويعود إلى نقائه. كيف إذن تؤمن لنفسك نبعا دائما لا مجرد صهريج؟ بأن توطن نفسك طول الوقت على الحرية، وتظل قانعا، بسيطا، متواضعا. ***

العقل الخالي من الانفعالات هو قلعة؛ ليس ثمة ملاذ للناس أقوى منه، ومن يأوي إليه فهو في حصن حصين؛ فما أجهله من لا يرى هذه القلعة! وما أتعسه من لا يلوذ بهذا الحصن! ***

تذكر أن تغييرك لرأيك أو قبولك لتصويب يأتي من غيرك هو شيء يتسق مع حريتك قدر اتساق عنادك وإصرارك على خطئك؛ فالفعل فعلك، تحثه رغبتك أنت وحكمك، وفهمك في حقيقة الأمر. ***

نقب في ذاتك. ها هنا بالداخل ينبوع خير جاهز لأن يتدفق في أي لحظة إذا ما بقيت تنقب. ***

تخيل أنك الآن ميت، وأن حياتك انتهت في هذه اللحظة، ثم عش ما تبقى لك من العمر في وفاق مع الطبيعة. ***

كمال الخلق في هذا؛ أن تعيش كل يوم كما لو كان آخر أيامك، بغير سعار وبغير بلادة وبغير رياء. ***

تستخدم الطبيعة مادة العالم مثلما يستخدم الشمع؛ فتارة تخلق منه كهيئة حصان، ثم تصهره وتستخدم مادته لخلق شجرة، ثم إنسان، ثم شيء آخر. كل شيء من هذه الأشياء لا يدوم إلا قليلا. ليس صعبا على الوعاء أن ينحطم، مثلما لم يكن صعبا عليه أن يستوي من قبل وعاء . ***

الأبهة الفارغة للمواكب والاحتفالات، عروض المسرح، القطعان والأسراب، عروض المقارعة بالسيف؛ عظمة ملقاة للجراء، فتات ملقى لسمك البركة، نمل يكدح وينوء بأحماله، عدو فئران مذعورة، دمى ترقصها خيوطها. هكذا أشياء العالم. ***

الموت انعتاق من الاستجابة للحواس، ومن خيوط دمى الرغبة، ومن العقل التحليلي، ومن خدمة اللحم. ***

Página desconocida