Reflexión día tras día: 25 lecciones para vivir con plena conciencia
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Géneros
لوحة «القديس جيروم في مكتبه» (تقريبا 1475) لأنطونيلو دا ميسينا (تقريبا 1430-تقريبا 1479)، وهي لوحة زيتية على الخشب، بأبعاد 0,457 × 0,362 متر، المعرض الوطني، لندن.
أما المستوى الثالث في محيط الدير فإنه ينفتح على العالم؛ ففي القسم الأمامي من اللوحة بالقرب من المشاهد يوجد بوابة ضخمة نجد على درجاتها طائر حجل وطاووسا. أما في الخلف، فنجد نوافذ واسعة تكشف مناظر ريفية، ومدينة في الأفق، بينما تنفتح نوافذ أخرى على السماء التي تحلق فيها طيور عديدة.
بين العمل الداخلي والعالم الخارجي هناك محيط آمن، لكنه مفتوح في نفس الوقت. إن هذه الفكرة هي ما يجذب في هذه اللوحة. هذا ما أحاول أن أدفع اللوحة إلى قوله، وهذه هي الطريقة التي أردت قراءتها بها لتخدم قصدي. عندما نظرت للقديس جيروم الموجود في اللوحة، جعلني أفكر بممارسة التأمل بالوعي الكامل، بهذا التناوب المنتظم بين العزلة المتأملة للذات، والانفتاح على العالم، وأفكر أيضا بالعمل الصبور والمنتظم.
كل شيء يبدأ بالحاجة وكل شيء يجب أن ينتهي بالحرية.
موريس زاندل، «الحياة، والموت، والقيامة»
تمرين الذهن
من أين تأتي إذن هذه النزعة المذهلة إلى الاعتقاد أننا أسياد أذهاننا؟ واعتبار قدرات الانتباه والوعي قدرات ثابتة وكاملة، دون الحاجة للعمل عليها؟
لماذا نرى أن ذهننا، على عكس كل العضلات في جسمنا، لا يحتاج للتمارين، ولا يمكن تطويره أكثر، رغم أننا نقبل بهذه الفكرة وبشكل بديهي بالنسبة لجسدنا؟ فنحن نعرف أن التمارين الرياضية تطور تنفسنا وعضلاتنا، وأن غذاء متوازنا سيعود بالفائدة على الجسد وهكذا. ولكننا يصعب إقناعنا، أو ربما لم نتعلم بعد، أن نفس الشيء ينطبق على عالمنا النفسي؛ إن تمرين أرواحنا، أو نستطيع أن نقول تمرين الذهن، لذو أهمية قصوى؛ فهو يستطيع على الصعيد العقلي «تطوير» قدرات التفكير والتركيز، وعلى الصعيد العاطفي يخفف من ميلنا العفوي نحو القلق، والتعب النفسي، والغضب، وكل ما يدفعنا إلى الانزلاق النفسي في يومنا. تخضع معظم قدراتنا النفسية لمبدأ التعلم؛ فكلما تمرنا أكثر، تقدمنا أكثر.
في الحقيقة إن هذا بالضبط ما يحدث لنا بشكل عفوي؛ كلما غضبنا أكثر، صرنا أكثر قدرة على الغضب. كلما مارسنا اليأس أكثر، صرنا أكثر خبرة في فرض اليأس على الآخرين وعلى أنفسنا. وكلما قلقنا أكثر، أصبحنا خبراء في ممارسة القلق ...
من المؤكد أن الهدف ليس إبقاء ذهننا مقيدا بحبل، وممارسة سيطرة كلية عليه، وإنما فقط تحقيق توازن قوى؛ أن نتمكن مثلا من الحصول على تركيز أو هدوء ملائم في اللحظات التي نحتاج لأي منهما فيها.
Página desconocida