275

Syrian Magazine of 'Al Ma'arifa'

مجلة «المعرفة» السورية

Géneros

والقلوب لنور الحقيقة في مضمار التربية القومية لا يزال يحتاج إلى استدامة وبذل حتى يقرب من الكفاية، ويأتي بالبركة والخير، ويدني من الحصاد، ونضج الثمار، وخصب الموسم ويبعد عن الزينة بمنصب يدرك، أو لقب يضاف إلى وسام. . .
ستصنع في هذه الوزارة الأمة التي نريد، والمجتمع الذي إليه نحتاج، ولن يتردد رجالها في إحياء أخلاقنا في وضوح العقل والجرأة، وسحق الشكلية والأسطورية، ومحق المستثمرين من ضالين ومنافقين، وكلمة الفصل في ذاك أن يحسن التوجيه ويسلم، ولسنا نجهل أن الظلام لا يتبدد إلا تدريجيًا، وإن النهار يصحو على مراحل ودرجات، وإن المجد ينال بالتعب المتواصل، ولكن وحدة الهدف تجمع حولها ما تباعد من الأسباب، وللمربين في غير الأسرة الحكومية أكثر من منزع، وهم في دار التربية الرسمية يتعددون في نزعتهم أو نزاعهم، ولا بد من إيلاف الجهود وائتلافها، وتنميق القوى وتضافرها، والتجرد إلا عن المصلحة الوطنية الخالدة، فهي الأصل الأوحد الكبير، وقاعدة كل اجتهاد وتفسير، وبالرجوع إليها يؤخذ لبن النهضة القومية سائغًا، وتحيا فاعلية أسرة التربية والتعليم، وإن المجتمع الذي يخلقون بأيديهم يكون أول ما يوفر لهم حقهم من العناية والاحترام، فينالون التقدير والتشجيع، ويخرجون على الأقل من الكفاف إلى الكفاية، ولا يلبث ذاك أن يحفزهم على المضي ويدعوهم إلى الاستمرار في زيادة العمل والإخلاص.
نريد
إن الأخلاق التي نريد إصلاحها لتحيا أمتنا حتمًا وتبقى على الحياة، هي ما يتطلب الواقع والمجتمع في عصرنا وبيئتنا وظروفنا ويتلاءم مع مستقبلنا ونظرتنا إلى الوجود، وهدفنا من التقدم والارتقاء، ولسنا نقبل أن تشغلنا الأعراض عن الجوهر وأن نصاب بتضخم في ناحية من نواحي الضمير، فنعنى بأخلاق الوظيفة الجنسية، كما نفعل الآن، ولا نعنى بغيرها من فروع الواجب وشعب الفضيلة وطوائف الخير. وإنما الأخلاق في رأينا أكثر حيوية واتساعًا من البحث في قواعد حفظ النوع، وإرضاء الشهوة، وسد احتياج الغريزة، وعلينا أن ننشط في قوميتنا الواسعة التامة، ونأتي إلى العالم الجديد بأفضل ما يحقق الإنسان العربي من أخلاق حية واقعية، فننظم مدينة الوطن ونجعل التاجر الخلوق لا يحتكر باسم حرية الاقتصاد، ولا يغش باسم الذكاء في استثمار الخبرة والاختصاص، ونجعل

4 / 5