Scenes from the Lives of the Companions

Abdur Rahman Ra'fat al-Basha d. 1406 AH
9

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Editorial

دار الأدب الاسلامي

Número de edición

الأولى

وَاللَّهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَهُ ... وَلَا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ: لِمَ تَرَكْتَهُ؟! .

***

وَكَانَ الرَّسُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ إِذَا نَادَى أَنْساً صَغَّرَهُ(١) تَحَبُّباً وَتَدْلِيلًا؛ فَتَارَةً يُنَادِيهِ يَا أُنَيْسُ، وَأُخْرَى يَا بُنَيَّ.

وَكَانَ يُغْدِقُ عَلَيْهِ مِنْ نَصَائِحِهِ وَمَوَاعِظِهِ مَا مَلَأَ قَلْبَهُ وَمَلَّكَ لُبَّهُ.

مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ لَهُ:

(يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وَلَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ ...

يَا بُنَيَّ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي ...

وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الجَنَّةِ ... يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ).

***

عَاشَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَيْفاً(٢) وَثَمَانِينَ عَاماً؛ مَلَأَ خِلَالَهَا الصُّدُورَ عِلْماً مِنْ عِلْمِ الرَّسُولِ الأَعْظَمِ ﷺ، وَأَتْرَعَ(٣) فِيهَا العُقُولَ فِقْهاً مِنْ فِقْهِ النُّبُوَّةِ ...

وَأَحْيَا فِيهَا الْقُلُوبَ بِمَا بَثَّهُ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ(٤) مِنْ هَدْي النَّبِيِّ ﷺ، وَمَا أَذَاعَهُ فِي النَّاسِ مِنْ شَرِيفِ أَقْوَالِ الرَّسُولِ الأَعْظَمِ ﷺ وَجَلِيلِ أَفْعَالِهِ.

(١) صَغَّرَه: استعمل في تسميته صيغة التصغير.

(٢) نَيْفاً: زيادةً عَلَى.

(٣) أَتْرَعَ: ملأ.

(٤) التَّابعون: هم الرعيل الأول بعد صَّحابةِ النَّبِيِّ ﷺ، وقد قسمهم علماء الحديث إِلَى طبقات، أولهم من لحقّ العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم من لَقِيَ صغار الصَّحابة أو من تأخرت وفاتهم ... انظر كتاب ((صور من حياة التَّابعين)) للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي، الطبعة المشروعة.

13