سرور اهل الإيمان
في علامات ظهور صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
Página 27
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أخبار منقولة من خط السيد السعيد الكامل علي بن عبد الحميد من كتاب الغيبة أول لفظه (رحمه الله):
علامات ظهور القائم (عليه السلام) (1):
فمن ذلك ما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد (رحمه الله) يرفعه إلى جابر الجعفي (2)، عن أبي جعفر (عليه السلام) (3)، قال: الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك: اختلاف بين العباد (4)، ومناد ينادي من السماء، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول [الروم] (5) الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى
(3) في البحار: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
Página 29
يخرب (1) الشام، ويكون سبب خرابه (2) اجتماع ثلاث رايات فيه: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني (3).
ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال الله تبارك وتعالى: إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها
Página 30
خاضعين (1)، لا بد من نزول الآية وسيفعل الله [ذلك بهم] (2).
قلت: من هم؟
قال: بنو أمية وشيعتهم.
قلت: وما الآية؟
قال: ركود الشمس ما بين الزوال إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه (3)؛ وذلك في زمان السفياني، وعندها (4) يكون بواره وبوار قومه (5).
ومن ذلك ما جاز لي روايته عن أحمد بن محمد الإيادي، يرفعه إلى يزيد (6)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يا يزيد (7)، اتق جمع الأصهب- قلت: وما الأصهب؟ قال (8):
Página 31
الأبقع. قلت: وما الأبقع؟ قال: الأبرص- واتق السفياني، واتق الشريدين (1) من ولد فلان [وفلان] (2)، يأتيان مكة يقسمان (3) بها الأموال، يتشبهان (4) بالقائم، واتق الشذاذ من آل محمد (5). قلت: وما تريد بالشذاذ من آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: الزيدية؛ الطائفة المستبدة (6) والفرقة الذاهبة.
أما كونهم شذاذا فلأن الشاذ هو الضعيف، ولا شيء أضعف من مقالتهم، ولا أوهن من حجتهم، وقدمنا ذلك في كتابنا المسمى ب «إصلات القواضب» الذي أشرنا إليه في صدر هذا الكتاب، وأثبتنا ذلك بالأدلة النقلية والبراهين العقلية، وأظهرنا فيه وجه الصواب.
وأما كونهم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) فظاهر؛ لأنه من بني فاطمة، فنسبهم قول القائم (عليه السلام) عند ظهوره راجع إليه (7).
ومن ذلك ما صح لي روايته عن السعيد المفيد (رحمه الله) يرفعه إلى الباقر (عليه السلام)، قال: إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال: ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما (8)
Página 32
خفتكم على نفسي، وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح لي أمري (1).
وبالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن مسلم الثقفي، قال: دخلت على أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد (عليه السلام)، فقال لي ابتداء: يا محمد بن مسلم، إن في القائم من آل محمد (عليه السلام) شبها من الخمسة الرسل: يونس بن متى، ويوسف بن يعقوب، وموسى، وعيسى، ومحمد (صلى الله عليه وآله وعليهم).
أما شبهه من يونس: فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن.
وأما شبهه من يوسف: فالغيبة عن خاصته وعامته، واختفاؤه من إخوته، وإشكال أمره على أبيه مع (2) قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته.
وأما شبهه من موسى: فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان، إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه.
وأما شبهه من عيسى: فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة: ما ولد،
Página 33
وطائفة: مات، وطائفة: قتل وصلب.
وأما شبهه من جده (صلى الله عليه وآله): فخروجه بالسيف، وقتل أعداء الله عز وجل وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت، وأنه ينصر بالسيف والرعب، وأنه لا ترد له راية.
وإن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني، وصيحة من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي باسمه واسم أبيه (1).
وبالطريق المذكور يرفعه إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهم السلام): أرجو أن تكون القائم من آل محمد الذي يملأها (2) قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم، ما منا إلا قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله عز وجل، ولكن القائم منا- الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها قسطا وعدلا- هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه (3)، وهو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه (4)، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذل له كل صعب شديد (5)، يجتمع له أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا
Página 34
[من أقاصي الأرض] (1)، وقد ذكر الله تبارك وتعالى ذلك في كتابه من قوله: أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير (2) فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص ظهر أمره، فإذا كمل له العقد- وهو عشرة آلاف رجل- خرج بإذن الله، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل.
قال عبد العظيم: فقلت: يا سيدي، وكيف يعلم أن الله قد رضي؟
قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما (3).
وبالطريق المذكور يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: خمس قبل قيام القائم (عليه السلام):
اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية (4).
Página 35
وبالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن عبد الله بن أبي منصور البجلي (1)، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اسم السفياني، فقال: وما تصنع باسمه؟! إذا ملك كنوز (2) الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين (3) فتوقعوا بعد (4) ذلك الفرج.
قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا، ولكن ثمانية أشهر لا يزيد يوما (5).
وبالطريق المذكور يرفعه إلى عبد الله بن عجلان، قال: ذكرنا خروج القائم (عليه السلام) عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقلنا (6): كيف لنا يعلم (7) ذلك؟ قال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة (8)(9).
Página 36
وفي كتاب العالم الفاضل الفضل بن شاذان، رواية أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن [محمد بن] (1) قتيبة النيشابوري، عن الفضل المذكور، روى أنه يكون [في] (2) راية المهدي (عليه السلام) «اسمعوا وأطيعوا» (3).
ومن ذلك يرفعه إلى ورد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: آيتان بين يدي هذا الأمر:
كسوف (4) القمر لخمس (5)، والشمس لخمسة (6) عشر، لم يكن مثل ذلك منذ هبط آدم [إلى الأرض] (7)، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين (8).
(1) عن مصادر ترجمته، وإن كانت النسبة إلى الجد غير عزيزة.
Página 37
وعن سليمان بن خالد، يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: قدام القائم موتان:
موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة؛ الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون (1).
(1) منتخب الأنوار المضيئة: 313.
Página 38
وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم، قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس. فقلنا (1) له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا من (2) الثلث الباقي (3)؟!
(وبالطريق المذكور يرفعه إلى المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)) (4).
[لقد ذكر الله تعالى المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام) في كتابه: أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا (5)، إنهم يفتقدون في فرشهم ليلا فيصبحون بمكة، بعضهم يسير في السحاب؛ يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه. قال: فقلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟ قال: الذين يسيرون في السحاب نهارا] (6).
Página 39
وعن أحمد بن عمرو بن مسلم البجلي (1)، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، قال: سمعت [محمد] (2) بن بشر (3) الهمداني يقول (4): قلنا لمحمد بن الحنفية: جعلنا الله فداك، بلغنا أن لآل فلان راية، ولآل جعفر راية، فهل عندكم في ذلك شيء؟ قال:
أما راية بني جعفر فليس بشيء، وأما راية فلان فإن (5) لهم ملكا يقربون فيه البعيد، ويبعدون فيه القريب، عسر ليس فيه يسر، تصيبهم فيه فزعات وروعات (6)، كل ذلك ينجلي عنهم تجلي (7) السحاب، حتى إذا أمنوا (8) واطمأنوا فظنوا (9) أن ملكهم لا يزول صيح (10) فيهم صيحة فلم يبق لهم راع يجمعهم ، ولا داع يسمعهم (11)، وذلك قول الله تبارك وتعالى: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (12).
قلت: جعلت فداك، ألا (13) لذلك وقت؟ قال: لا؛ لأن علم الله غلب وقت
Página 40
الموقتين، إن الله وعد موسى ثلاثين ليلة فأتمها بعشر؛ لم (1) يعلمها موسى ولم يعلمها بنو إسرائيل، فلما جاز الوقت قالوا: أغرنا (2) موسى؟! فعبدوا العجل. ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس، وأنكر الناس بعضهم بعضا، فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء.
قلت: جعلت فداك، أما الفاقة فقد عرفتها، فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال:
يلقى الرجل صاحبه في الحاجة بغير الوجه الذي كان يلقاه به (3)، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به (4) ... والخبر بطوله (5). (6)
وروي (7) عن أئمتنا (عليهم السلام) أيضا (8) مثل ذلك (9).
Página 41
وعن (1) عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد الأزدي، عن (2) سدير، [قال] (3):
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير، الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه (4)، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغ (5) أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.
قلت: جعلت فداك، هل قبل ذلك شيء؟ قال: نعم- وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام، وقال-: ثلاث رايات: [راية] (6) حسنية، وراية (7) اموية، وراية قيسية، فبينما هم (8) [على ذلك إذ] (9) قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط (10).
عن ابن محبوب، يرفعه (11) إلى جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يا جابر، لا يظهر
Página 42
القائم حتى يشمل (1) أهل البلاد (2) فتنة يطلبون منها المخرج فلا يجدونه، ويكون (3) قبل (4) ذلك بين الحيرة والكوفة قتلى، هم فيهما (5) على سواء (6)، وينادي مناد من السماء (7).
(وعن رفيد مولى ابن هبيرة، يرفعه) (8) إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في خبر طويل أنه قال: لا يكون ذلك حتى يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة، ولا يكون ذلك (9) حتى يخرج رجل (10) من ولد الشيخ فيسير حتى يقتل (11) ببطن النجف ، فو الله كأني [أنظر] (12) إلى رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلى حائط من حيطان النجف يوم الإثنين، ويستشهد يوم الأربعاء (13).
Página 43
وعن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري (1): قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يوبخوننا ويكذبوننا (2). [أنا نقول: إن صيحتين تكونان، يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟ قال (عليه السلام): فما ذا تردون عليهم؟ قلت: ما نرد عليهم شيئا، قال:
قولوا: يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل؛ إن الله عز وجل يقول:
أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون (3)] (4).
عن ابن محبوب، عن [ابن] (5) عاصم الحافظ، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فإن القتل بها والفتنة.
قلت: إلى أي البلاد؟
قال: إلى مكة؛ فإنها خير بلاد يهرب (6) الناس إليها.
Página 44
قلت: فالكوفة؟ قال: (يا بؤسى للكوفة) (1) ما ذا يلقون!! يقتل الرجال (على الأسامي والكنى، فالويل) (2) لمن كان في أطرافها، ما ذا يمر عليهم من أذاهم (3)، ويسبى بها رجال ونساء، وأحسنهم حالا من يعبر الفرات ومن لا يكون شاهدا بها.
قلت (4): ما ترى في سكنى (5) سوادها؟ فقال بيده- يعني لا-. ثم قال: الخروج منها خير من المقام فيها.
قلت: كم يكون ذلك؟
قال: ساعة واحدة من نهار.
قلت: ما حال من يؤخذ منهم؟
قال: ليس عليهم بأس، أما إنهم سينقذهم أقوام مالهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر، أما لا يجوزون بهم الكوفة (6).
وعنه (عليه السلام) قال: إذا سلم صفر سلمت السنة- إلى أن قال:- والعجب بين جمادى ورجب (7).
Página 45
ومن ذلك عن (1) الحسين بن أبي العلا (2)، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن رجب، قال: ذلك شهر ذكر (3) كانت الجاهلية تعظمه، وكانوا يسمونه شهر الله (4) الأصم.
قلت: شعبان؟ قال: تتشعب (5) فيه الامور.
قلت: رمضان؟ قال: شهر الله، وفيه ينادي مناد باسم (6) صاحبكم واسم أبيه.
قلت: فشوال؟ قال: فيه يشول أمر القوم .
قلت: فذو القعدة؟ قال: يقاعدون فيه.
قلت: فذو الحجة؟ قال: ذلك شهر الدم.
قلت: فالمحرم؟ قال: يحرم فيه الحلال ويحلل فيه الحرام.
قلت: صفر وربيع؟ قال: فيهما (7) خزي فظيع وأمر عظيم.
قلت: جمادى؟ قال: فيها الفتح من أولها إلى آخرها (8).
Página 46
وعن الحسن بن محبوب، عن محمد، عن أحدهما، قال: إذا رأيتم نارا كهيئة الهودة (1) تطلع ثلاثة أيام أو سبعة أيام- بالشك من الراوي- فتوقعوا فرج آل محمد إن الله عزيز حكيم (2).
وعنه، عن (3) أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقى راقد إلا قام، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين (4).
وعن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
خروج الثلاثة- السفياني والخراساني واليماني- [في سنة واحدة] (5)، في شهر
Página 47