كان عقلي يفكر لكن قلبي كان يتألم لكل قطع أضعه بمشرطي، ولكل أنة مريض تصل إلى أذني. (تظهر سعاد وهي تجلس إلى جوار هيكل بشري كامل معلق على حامل تتحسسه بأصابعها.)
كنت أفكر. وكنت أتألم.
وكنت من خلال أفكاري وآلامي أحس أنني أكبر وأكبر وأكبر.
ومرت السنوات وأنا أعيش في عالم الطب العميق، وحولي رجال، رجال كثيرون يجلسون إلى جواري ويتحدثون إلي. لكني لم أكن أشعر أنهم رجال. لماذا؟ لم أكن أدري. (صورة مكبرة ليدي سعاد وهي تمسك بالسماعة وتضعها على صدر مريض. يظهر من حولها الطلبة والطالبات والأستاذ في درس على أحد المرضى بالمستشفى. يبدو على وجه سعاد الألم.) (صورة مكبرة للطالبات وكلهن يلبسن الكعوب العالية. صورة مكبرة لحذاء سعاد المنخفض.) (صورة مكبرة لأقدام الطالبات بالكعوب العالية وهن يمشين في استرخاء ودلال. قدما سعاد تمشيان بسرعة في نشاط واستقامة.)
لم أقف مرة واحدة أمام المرآة لأتطلع إلى سعاد الأخرى الكامنة في أعماقي. لم أدر لماذا. ولم أفكر في أن أسأل نفسي لماذا.
تصوير داخلي:
يظهر مدرج من مدرجات كلية الطب. الطلبة والطالبات جالسون يستمعون.
مكتوب على السبورة اسم محمود زكي زعيم الطلبة. محمود (البطل) يقف مكان الأستاذ على المنصة يتكلم. طالب يمر على الطلبة والطالبات يوزع مجلة اسمها «الأبطال».
سعاد تفتح المجلة وتقرأ اسم محمود زكي - رئيس التحرير. سعاد تقلب المجلة ثم تنظر إلى محمود وهو يتكلم. وتستمع في اهتمام إلى محمود.
محمود ينتهي من كلمته. الكل يصفق له في إعجاب وحماس. سعاد تصفق أيضا.
Página desconocida