Sócrates: El hombre que se atrevió a preguntar
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
Géneros
فرد سقراط قائلا: «فهمت، ولكن فيم تفضله؟»
ولم يفهم ألقبيادس ما أراد سقراط.
فقال سقراط: «دعني أقدم إليك بعض الأمثلة، ألسنا نقول: إن صانعا من صناع الأحذية يفضل الآخر؟» - «أجل.» - «فيم يفضله؟» - «في صناعة الأحذية بالتأكيد.» - «وإن ملاحا يفضل الآخر في توجيه السفينة، وإن خبازا يفضل الآخر في عمل الخبز.»
قال ألقبيادس: «بالتأكيد، ولكن ما شأن ذلك بي؛ لست خبازا.»
واستمر سقراط يقول: «وإن رامي حجارة يفضل الآخر في رمي الحجارة، ولكنك بالتأكيد لا تعني أن تقول: إنك تتبارى مع زوبيرس في رمي الحجارة، وإنك تريد أن تدل على أنك خير منه في إلقاء الحجارة!»
فأجاب ألقبيادس وقد ضرب الأرض بقدميه: «إنك تعرف حق المعرفة أنني لا أعني يا سقراط بلفظة «أفضل» الأفضلية في عمل الخبز أو صناعة الأحذية أو أية مهنة من مهن الرقيق، بل ولا أعني الأفضلية في إلقاء الحجارة، إنما أعني أنني أفضله كرجل ولا شك!»
وأشرق وجه سقراط القبيح كأنه عثر على كنز غير منظور، وألقى مطرقته ومد يده وقال في صيغة الجد: «ينبغي لي ولك يا ألقبيادس يا ابن كلينياس أن نكون أصدقاء، إن الخير الذي يجعل الرجل أفضل من غيره «كرجل» هو ما يريده كلانا، وإن أنت وافقتني - ورغبت في ذلك - بحثنا معا عنه حتى نلقاه»، ثم عاد إلى عمله، وافتر ثغره عن ابتسامة ماكرة تجعدت منها أركان عينيه وقال: «أشك في أننا سوف نجده بإلقاء الحجارة!»
ولما رأى الناس ألقبيادس يطوف مع سقراط بعد هذا - يتبعه في الملعب، ويدعوه للغداء - ضحكوا وقالوا: إن ألقبيادس يتعلم طريقة جديدة يظهر بها نفسه، وحسبوا أن التلاعب بالسؤال والجواب لن يلبث معه طويلا، ولكنهم أخطئوا فيما حسبوا.
وكان ألقبيادس يقصد سقراط لأول الأمر؛ لأنه كان شغوفا بالمعرفة، ثم انصرف عنه ليحاكيه، وحاكاه في النظرة الجانبية من العينين الجاحظتين وفي مشية البجعة وفي الحديث عن الخبازين والملاحين وصانعي الأحذية، واختنق أصحابه من الضحك وقالوا: إن ألقبيادس لم يكن من قبل أكثر من ذلك مدعاة للسخرية، غير أن شيئا آخر بدأ يحدث لألقبيادس منذ ذلك اللقاء الأول، شيئا لم يتوقعه، ولم يكن يدركه في ذلك لحين.
إن ألقبيادس لم يتخلف في أمر من الأمور قط في حياته: منذ طفولته حينما فقد أباه وتعلم أن يكيف حياته بغير بيت حقيقي، ومهما حدث - إذا لم يكن ألقبيادس هو البادئ فيه - كان يعرف كيف يشق طريقه ويأخذ مكان الصدارة فيه، كان غنيا وكان أنيقا ومحببا إلى الناس، وكان يهمه أن يكون أكثر من يتحدث الناس عنه في المدينة من الشبان، وظن أنه يعرف كل ما يستحق المعرفة، وأنه يعمل كل ما يستحق العمل حتى التقى بسقراط.
Página desconocida