Caja del mundo
صندوق الدنيا
Géneros
فكدت أصيح لا أدري لماذا، وقلت: «أصحيح هذا؟ إنه يسرني.»
فقالت: «لم أكن أفكر فيك تفكيرا يسرك (وضحكت) لقد كنت ساخطة عليك.»
فضحكت مثلها وقلت: «ماذا جنى هذا الشقي يا ترى؟»
فقالت: «لست ساخطة لأنك فعلت شيئا، لقد كنا عندكم أنا ووالدتي وأختي وقضينا النهار كله تقريبا، وأنت لا أثر لك في البيت، ولا يدري أحد أين ذهبت، وفي وسعك أن تتصور مللي بين السيدات العجائز.»
فضحكت مرة أخرى وقلت: «إني أفضل أن ألقاك هنا ويسرني أن أجدك وحدك.»
قالت: «وهل كنت واثقا أنك ستلقاني هنا؟»
قلت: «كلا.»
قالت: «إذن لماذا جئت الآن؟»
قلت: «لا أعلم، اشتقت أن أراك لا أدري لماذا، فجئت.»
ولم أكن أكذب، فما كنت أستطيع أن أعلل الشعور الذي يدفعني إليها، ولا جرى ببالي أن أعلله ولكني بهذا التصريح وبالسكون الذي تلاه، شعرت أني دنوت خطوة من الحقيقة المجهولة، أو هكذا يخيل إلي الآن، وانعقد لساني فسكت وأعديتها فسكتت مثلي، وأحسسنا كلانا - فيما نظن - كأن هناك شيئا جديدا يخفق به الجو، شيئا لا يناله إدراك ولا يرقى إليه العقل، غير محسوس كالطيب يحمله النسيم.
Página desconocida