Caja del mundo
صندوق الدنيا
Géneros
ولا أدري لماذا لم أقل اسمي، ولا لماذا أجري لساني بما جرى به، ولكن الذي أدريه أني قلت بلهجة الجاد «أبو الخوارق.»
فانفجر القوم ضاحكين ما عدا سميي الذي استعرت منه هذه الكناية، ويظهر أن هذا راق منقذي. فقال: «هذا حسن، ولم أكن أنتظره من طفل مثلك.» ولكنك يا صاحبي كذبت علي حين قلت: «إنك هنا منذ دقيقة، فقل الحق ولا تخف فلن يصيبك سوء.»
فأخبرته الحقيقة وتعمدت - وقد اطمأنت نفسي لهذا الوعد - أن ما سمعت ورأيت من الفحلين الجبانين اللذين مرغمهما منقذي في التراب؛ لأن أحدهما هو الذي توعدني بالإغراق وثانيهما هو الذي أراد أن يدهنني. وهكذا انتقمت لنفسي وأدخلت السرور على نفس منقذي، فرافقني إلى أول الطريق المأنوس ثم أطلقني فمضيت أعدو إلى البيت!
وكان هذا أول عهدي «برجال الليل».
أبو الهول وتمثال مختار
رأيت تمثال «مختار» كما لم يره غيري. ولست أعني أني دخلت في جوفه، أو صعدت إليه، وركبت أبا هوله، أو نظرت إليه بأربع عيون، ولكنما أعني أني لم أكد أقف أمامه وأهم بأن أرفع إليه عيني حتى أحسست طفيليا إلى جانبي يتأبط ذراعي، كأنما كنت أعرفه قبل أن يولد، ويقول لي: إن صانعه «مختار محمد مختار» ... فصرفت نظري عن التمثال وانصرفت إلى هذا الذي اختار أن يكون صديقي دفعة واحدة وآثرني على غيري من الواقفين بصحبته وراقني الموقف جدا، وقلت له وأنا أفحصه بعيني وأبحث في وجهه عبثا عن مخايل «النشالين»: سبحان الله! أصحيح ما تقول؟!
قال: وهل أنا أكذب عليك؟ سل من شئت من الواقفين.
قلت وقد زاد اغتباطي بالموقف: أستغفر الله! فما أعرفك كذبت قبل اليوم.
وخطر لي أن أستخلص من هذا الموقف كل ما فيه من متعة فقلت: معذرة، ولكن صاحبه عبد الغفار، هل ...
فقال بلهجة من يريد أن يدركني لينقذني: لا لا لا. مختار ... مختار محمد مختار. - معذرة مرة أخرى - مختار - وهل هو صاحبه؟
Página desconocida