107

Sun Yat-sen

سن ياتسن أبو الصين

Géneros

الصوف:

إن شمال الصين كله - أي نحو ثلثي البلاد جميعا - أرض مرعى، ولكن صناعة الصوف لم تستوف قط عندنا؛ إذ تخرج من الصين كل سنة مقادير عظيمة من الخامات وتدخلها مقادير عظيمة من المنسوجات الصوفية، فإذا نظرنا إلى إحصاء الوارد والصادر تبين لنا أن الصناعة الصوفية جديرة أن تفيد فائدة كبيرة، وينبغي أن نسخر الوسائل العلمية لتربية الغنم وعلاج الصوف لتحسين الصنف وزيادة المقدار، وأن نقيم المعامل الحديثة في الشمال لصنع جميع السلع الصوفية؛ إذ نحن نملك الخامات والمعمل الرخيص والسوق الواسعة، وكل ما نطلبه هو رأس المال الأجنبي والخبرة ... وسيكون هذا المورد جديدا فلا يتعرض للمنافسة.

الجلود:

وصناعة الجلود أيضا ستكون من صناعاتنا الجديدة، على الرغم من وجود بعض المدابغ في موانئ المعاهدات، ولا يزال تصدير الجلود وتوريد المصنوعات منها آخذين في الازدياد عاما بعد عام، فمن المنتظر أن نحصل على فوائد جمة من إنشاء المدابغ والمعامل التي تخرج المصنوعات الجلدية والأحذية.

آلات الكساء:

والصين محتاجة جدا إلى الآلات التي تصنع الأكسية، ويقال: إن طلبات الآلات القطنية قد استغرقت لمدة ثلاث سنوات من أوروبة وأمريكا، فإذا تمت نشأة الصين وتنميتها على حسب برامجي كان الطلب عليها أضعاف أضعاف ذلك، وقصرت موارد أوروبة وأمريكا عن تلبيتها، فإقامة المعامل إذن لإخراج هذه الآلات مشروع نافع فضلا عن لزومه وضرورته، ويحسن أن تقام على مقربة من مراكز الحديد والصلب للإقلال من تكاليف نقل الآلات الضخام، وللخبراء أن يقرروا ما يتطلبه هذا المشروع من التكاليف. (9-3) المساكن

بين الملايين الأربعمائة من أهل الصين يسكن الفقراء في الخصاص والأكواخ ويسكن فقراء الشمال في الكهوف، أما الأغنياء والأوساط فيسكنون الهياكل، وكل ما يسمى المنازل ما عدا المبني منها على الطراز الحديث في موانئ المعاهدات فهو مقام على طراز الهيكل.

وإذا بنى الصيني بيتا فحساب الموتى مقدم لديه على حساب الأحياء، وأول ما يهمه محراب الأسلاف الذي يشاد في وسط الدار وتضاف إليه سائر حجراتها وجوانبها، ولا تبنى المساكن للراحة بل للمراسم والشعائر، أو ما يسمونه في الصين بمسائل الأحمر والأبيض، ويعنون بالأحمر حفلات الزواج وبالأبيض حفلات الحداد.

وإلى جانب محراب الأسلاف محاريب أخرى للأرباب البيتية، فهي أهم من الإنسان وأولى منه بالعناية، فليس في الصين منزل لوحظت فيه راحة الإنسان وموافقة معيشته. فإذا وضعنا خطة السكن في برامج تنمية الصين فنحن نضع الخطة لسكنى أبناء الصين أجمعين، ويقول قائل: أتريد أن تبني بيوتا لأربعمائة مليون؟ إنه مستحيل، وإنه لأضخم شغلة خطرت لإنسان على بال!

إلا أن الصين - إن كانت على عزيمتها أن تنبذ التقاليد الحمقاء والعادات النخرة - فتعديل نظام السكن أمر لا محيص منه على عمد أو على غير عمد. وهذه حضارة الأمم الغربية التي أدركتها تبدو لنا غير مقصودة؛ لأن العلوم الاجتماعية والاقتصادية لم تكن معروفة قبل الآن، ونحن نأمل في خلال خمسين سنة من تطورنا الصناعي أن تصبح مساكن الصين جميعا مستوفاة من وجهة الراحة والموافقة، أليس بناء المساكن في الصين وفاقا لترسيم العلم أفضل وأجدى من تركها بغير ترسيم؟ إنني لأحسب أن بناء ألف منزل مرة واحدة أقل نفقة من بنائها منزلا منزلا متفرقات، وكلما ازداد عدد المساكن نقصت التكاليف، فهو قانون اقتصادي واضح، ولا ضرر فيه إلا من جانب الإفراط والزيادة على الحاجة، فهذا هو العائق الوحيد في جميع الأعمال الكبرى. ومنذ قامت الثورة الصناعية في أوروبة وأمريكا لم تأت الأزمات إلا من طريق الإفراط في الإنتاج، ولدينا في الصين أربعمائة مليون راغب يتطلعون إلى المساكن، فلا أقل من خمسين مليون مسكن تدعو إليها الحاجة في الخمسين سنة المقبلة، ومليون منزل هو متوسط الطلب في كل سنة.

Página desconocida