75

Summary of the Islamic Conquests

موجز عن الفتوحات الإسلامية

Editorial

دار النشر للجامعات

Número de edición

-

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

وبعد أن تم لموسى إخضاع هذه المناطق في جنوب المغرب الأقصى تطلع نحو إقليم طنجة -في الساحل الشمالي الغربي- التي كانت للأمير الرومي "يوليان" منذ أيام عقبة بن نافع١ "راجع الخريطة"، فنجح في انتزاع "المدينة" وما حولها لأول مرة، وكان "بها من البربر بطون من البتر والبرانس ممن لم يدخل في الطاعة"٢. وقد ترك موسى على ساحل "طنجة" حامية عسكرية للرباط تتكون من ألف وسبعمائة "١٧٠٠" رجل من العرب، واثني عشر "١٢" ألف من البربر، وولى عليهم قائده ومولاه البربري "طارق بن زياد"٣. وبذلك تم فتح "المغرب الأقصى" كله، عدا مدينة "سبتة" الساحلية القريبة من "طنجة"، استعت على المسلمين لمناعتها، وبقية في يد "يليان" إلى حين. وقد رأى موسى بن نصير ضرورة تأمين هذا الفتح المجيد عن طريق غزو جزيرة صقلية التي كان من الممكن أن يتخذها اليزنطيون قاعدة لضرب المغرب. ولقد مهد لذلك بالاهتمام بعمران مدينة تونس، وتوسيع دار الصناعة بها، ثم جهز حملة بقيادة "عياش بن أخيل"، فسار بالأسطول إلى جزيرة صقلية، ونزل على مدينة فيها تسمى "سرقوسة"، "فغنمها وجميع ما بها، وقفل سالما غانما"٤. وعلى الرغم من أن هذه الغزوة كانت سريعة، وعاد منها المسلمون بمغانم وفيرة، فإنها تعد بداية لنشاط المسلمين الواسع في الحوض الغربي للبحر المتوسط، الذي سيتحول شيئا فشيئا إلى بحيرة إسلامية، وخاصة بعد فتح إسبانيا "الأندلس" -"٩٢هـ/ ٧١١م"- ثم فتح صقلية في أوائل القرن الهجري الثالث، وبالتحديد "سنة ٢١٢هـ/ ٨٢٧م". ولم يكتف موسى بالنواحي العسكرية، وإنما بدأ بمهمة أخرى لا تقل أهمية عن جهاده الحربي، وهي تثبيت الإسلام، وتعليم اللغة العربية؛ فقد عهد إلى الدعاة

١ المقصود بطنجة -هنا- الولاية التي كانت في القديم تتسع لمسيرة شهر، وليس المدينة المسماة بهذا الاسم، وكانت "سبته" تابعة لهذه الولاية، ومناطق أخرى في "السوس الأدنى"، وهي البلاد الواقعة على مدينة طنجة نفسها، "راجع: تاريخ المغرب العربي، لسعد زغلول عبد الحميد ص٢١٢". ٢ فتوح مصر والمغرب، لابن عبد الحكم، ص"٢٠٥". ٣ البيان المغرب "١/ ٤٣". ٤ المصدر السابق، والصفحة نفسها.

1 / 89