Summary of Al-Dhahabi's Abridgment
مختصر تلخيص الذهبي
Editorial
دَارُ العَاصِمَة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١١ هـ
Ubicación del editor
الرياض - المملكة العربية السعودية
Géneros
منه، "وثبت أن النبي ﷺ لم يمت حتى أتي ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا، وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة" (١).
يدل على ذلك حديث أبي ذر ﵁ قال: تركنا رسول الله ﷺ، وما طائر يقلب جناحيه في الهواء، إلا وهو يذكرنا منه علمًا، قال: فقال ﷺ: "مابقي شيء يقرّب من الجنة، ويباعد من النار، إلا وقد بين لكم" (٢).
ومن هنا نعلم أن هذا الدين قد نظم حياة الأمة في جميع العصور، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو دين شامل لجميع نواحي الحياة، في السياسة، والاقتصاد، والتعليم ...، وغير ذلك من مستلزمات الحياة، لا يمكن أن يقال: إن هناك ما لا دخل للدين فيه، ولا يسوغ بحال تجزئة الدين بأخذ بعضه، ونبذ بعضه الآخر:
﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (٣).
لكن كيف للأمة بعد رسول الله ﷺ معرفة ما أُمرت به من أوامر، وما نهيت عنه من نواهي؟.
لا شك بأن كتاب الله جل وعلا فيه الهدى والنور، بيد أنه أجمل أمورًا لابدّ من تفصيلها وتوضيحها، وسكت عن أشياء لابد من بيانها والحديث عنها، لا عن قصور في هذا الكتاب، لكن لتتمّ البلوى والامتحان، ويتمحّص الناس، ويظهر مدلول قوله تعالى:
_________
(١) الاعتصام للشاطبي (ص ٤٩).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ١٦٦ رقم ١٦٤٧)، وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢٦٤): "رجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وهو ثقة".
(٣) الآية (٨٥) من سورة البقرة.
1 / 6