============================================================
ماهان قد ولى خراسان قبل ذلك مدة طويلة فاصطنع بها الرجال واعتقل العنن فى الأعناق(1)، وكان شأنه بخر اسان عظيما فاستشاره الأمين فى أمر خراسان فضمن له أمرها وأخبره أنه لو بلغ خر اسان لم يختلف عليه اثان ممن هو بها .
فجهزه الأمين إليها وولاه كل بلد يغلب عليها، وأعطاه أموالا جزيلة وجهز معه جمهور جنوده وأصحبه من السلاح والكراع(1) ما شاء، وبلغ ذلك المامون فاضطرب امره وعلم عجزه عن مقاومة على بن عيسى، فركب الى منتزه له ليناظر وزراعه فى تتبير آمره، فعارضه شيخ هرم من الفرس؛ مجوسى، فاداه بالفار سية مستغينا من مظلمة نالته ، فلما نظر المأمون الى هرمه رق له ال وا مر أن يحمل على دابة ويتبع به الى الموضع الذى قصده ويدخل عليه بغير استذان، ولما استقر المأمون ووزراؤه بذلك العوضع الذى قصدوه البخل عليه الشيخ الفارسى فأمره بالجلوس فى حاشية المجلس، ثم اقبل على صحابته، فأخبرهم بما صنعه أخوه الأمين من القبض على حاشيته وماله، وتجهيزه على ال ابن عيسى وهو يظن أن الشيخ لا يحسن اللسان العريى وأن ما به من الهرم شاغل له عن الإصغاء إلى ما هم فيه مع ما حمله على ذلك من القلق والاضطراب.
فلما رأى القوم أن المامون لم يتحفظ من الشيخ تفاوضوا فيما جلسوا له فطالت مناظرتهم إلى أن قال أحدهم : الرأى اصطناع قوم من الاغتام(2) النين لايعرفون على بن عيسى فيلقى بهم .
ال وقال غيره : الرأى أن يبادر بالإرسال إلى الأمين بطلب الصفح وبذل الانقياد لأمره فإنه يرى ذلك حظا .
ال وقال غيره : الراى أن يلجا إلى بعض المعاقل فيعتصم به وينتظر الفرج.
الوقال غيره : الرأى أن نجمع أهل النجدة فنزيح عللهم ، ثم نقصد بعض هذه الممالك المجاورة لنا من ممالك الكفار فنصدقهم القتال، فلعل الله أن يظفرنا سين فى الرأى فقتل ، وانهزم أصحابه ، مات سنة (195ه) . الكامل لابن الأثير (79/2)، البداية والنهاية (226/10).
(1) المنن : أى الفضل والقوى .
(2) سم يطلق على الخيل والبغال والحمير.
(3) الاغتام ، مفردها : غتم وهو من لا يفصح فى كللمه (الأعجام)
Página 40