88

El comportamiento para conocer los estados de los reyes

السلوك لمعرفة دول الملوك

Investigador

محمد عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Ubicación del editor

لبنان/ بيروت

سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وأهلت سنة ثَمَان وَسبعين وَالسُّلْطَان مبرز بِظَاهِر الْقَاهِرَة فَلَمَّا خرج النَّاس لوداعه وَقد اجْتمع عِنْده من الْعلمَاء والفضلاء كثير وهم يتناشدون مَا قيل فِي الْوَدَاع فَأخْرج بعض مؤدبي أَوْلَاد السُّلْطَان رَأسه من الْخَيْمَة وَقَالَ: تمتّع من شميم عرار نجد فَمَا بعد العشية من عرار فتطير الْحَاضِرُونَ من ذَلِك وَصحت الطَّيرَة فَإِن السُّلْطَان رَحل من ظَاهر الْقَاهِرَة فِي خَامِس الْمحرم من هَذِه السّنة وَلم يعد بعد ذَلِك إِلَى الْقَاهِرَة فسلك فِي طَرِيقه على أَيْلَة فَأَغَارَ على بِلَاد الفرنج وَسَار على سمت الكرك وَبعث أَخَاهُ تَاج الْمُلُوك بالعسكر على الدَّرْب وَخرج عز الدّين فرخشاه من دمشق فَأَغَارَ على طبرية وعكا وَأخذ الشقيف أرنون وَعَاد بِأَلف أَسِير وَعشْرين ألف رَأس غنم وَأنزل فِيهِ طَائِفَة من الْمُسلمين وألفى الرّيح بطسة للفرنج إِلَى بر دمياط فَأسر مِنْهَا ألف وسِتمِائَة وَتسْعُونَ نفسا سوى من غرق فَدخل السُّلْطَان إِلَى دمشق يَوْم الْإِثْنَيْنِ لثلاث عشرَة بقيت من صفر فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ أغار على طبرية وَاشْتَدَّ الْقِتَال مَعَ الفرنج تَحت قلعة كَوْكَب وَاسْتشْهدَ جمَاعَة من الْمُسلمين وَعَاد إِلَى دمشق فِي رَابِع عشر ربيع الأول وخيم بالفوار من عمل حوران وَأقَام بِهِ حَتَّى رَحل إِلَى حلب. وَخرج سيف الْإِسْلَام ظهير الدّين طغتكين بن أَيُّوب بن شادي من الْقَاهِرَة إِلَى الْيمن بعد مسير السُّلْطَان وَوصل إِلَى زبيد فملكها وَأخذ مِنْهَا مَا قِيمَته ألف ألف دِينَار واحتوى على عدن أَيْضا. وَخرج السُّلْطَان من دمشق يُرِيد حلب فَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْأَحَد ثامن عشر جُمَادَى الأولى ونازلها ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ رَحل إِلَى الْفُرَات فخيم على غربي البيرة وَمد الجسر وَكَاتب مُلُوك الْأَطْرَاف ورحل إِلَى الرها فتسلمها وَسَار عَنْهَا إِلَى حران فرتبها

1 / 189