La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigador
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Número de edición
الثانية
عرف بِابْن الْمعلم كَانَ فَقِيها فَاضلا لَكِن غلب عَلَيْهِ علم الْأَدَب وَأَخذه عَن القَاضِي أَحْمد القريظي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله وَله شرح المقامات للحريري الْمَشْهُورَة بِهِ فَيُقَال شرح الجبائي وَهُوَ أحد شُيُوخ الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عجيل وَيُقَال إِنَّه مَاتَ قبل تَمام الشَّرْح فَقدم ابْن عجيل الْمَذْكُور فأتمه وَعنهُ أَخذ عَليّ بن عمر الْحَضْرَمِيّ أحد شارحي المقامات أَيْضا شرحها شرحا أبسط من شرح شَيْخه وَشرف نفس وَلم أعرف لَهُ تَارِيخا
وَمِنْهُم أَبُو الْخطاب عمر بن أَحْمد بن أسعد بن عمر وَعرف بِابْن الْحذاء بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ فتح الذَّال الْمُعْجَمَة ثمَّ ألف وَأَظنهُ كَانَ يعْمل النِّعَال فَلذَلِك سمي الْحذاء إِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الْقرَاءَات فِي الْيمن أجمع وَكَانَ عَظِيم الْبركَة قَلما قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا انْتفع وَكَانَ مَسْكَنه قَرْيَة من قرى جبا تعرف بالمتفولة بِفَتْح الْمِيم بعد الْألف وَاللَّام وَسُكُون التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وبضم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو ثمَّ فتح اللَّام ثمَّ هَاء سَاكِنة وَهِي شَرْقي مَدِينَة جبا وَكَانَ صَاحب كرامات كَثِيرَة
أَخْبرنِي الثِّقَة أَنه كَانَ عِنْده يقْرَأ الْقُرْآن وَأَن الْفَقِيه تقدم من قريته إِلَى قَرْيَة تعرف بالمصراخ فِيهَا مَشَايِخ النَّاحِيَة وهم قوم يعْرفُونَ ببني عبيد بن عَبَّاس وهم عرب يُقَال لَهُم الساور أصلهم من ظَاهر حَصى وهم بَيت رئاسة وَعز وَلَهُم مَكَارِم كَثِيرَة فَأقبل اللَّيْل وَهُوَ عِنْدهم وَذَلِكَ لحَاجَة فصلى الْمغرب وَالْعشَاء مَعَهم وهم يَظُنُّونَهُ يبيت عِنْدهم فَلَمَّا انْقَضتْ حَاجته عزم على الرُّجُوع إِلَى بَيته فلازموه على الْمبيت فكره وَكَانَت لَيْلَة مظْلمَة وفيهَا ريح فَقَالُوا يَا مقرىء الظلام فَقَالَ أعيروني سِرَاجًا وأسرجوه لي فَهُوَ يضيئني فِي الطَّرِيق إِن شَاءَ الله
قَالَ الْمخبر فَفَعَلُوا ذَلِك وهم لَا يَظُنُّونَهُ يثبت مَعَه سَاعَة فَلم يزل مسرجا بيد رجل مِمَّن مَعَه حَتَّى وصل بَيته فانطفأ
وَرُبمَا كَانَ الْمخبر لي هُوَ الْحَامِل
وَمن عَجِيب مَا أخْبرت بِهِ عَنهُ عَام قدمت جبا أنني لما عولت على
1 / 392