La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

al-Ganadi d. 732 AH
22

La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigador

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Número de edición

الثانية

فاستخلفه حِين نزل بِهِ الْمَوْت وَقد كَانَ أسلم وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله من ذكره فِي الْمُلُوك مَا يَلِيق وَكَانَ من وصل من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ إِنَّمَا يصل إِلَى داذويه فينزله عِنْد هَذِه الْمَرْأَة فَذكر المؤرخون لأخبار الْيمن أَنَّهَا أول من أسلم من أهل صنعاء وَقَرَأَ الْقُرْآن فَيُقَال إِن عليا كرم الله وَجهه لبث بِصَنْعَاء أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَدخل أَمَاكِن من الْيمن مِنْهَا عدن أبين وعدن لاعة من بِلَاد حجَّة قد خربَتْ مُنْذُ زمن طَوِيل وَمِنْهَا ظهر مَنْصُور الْيمن بالدعوة للعبيديين وَسَيَأْتِي بَيَان ذَلِك إِن شَاءَ الله فِي مَوْضِعه وَدخل عَليّ مرّة أُخْرَى فِي أَيَّام أبي بكر وتأمره وَكَانَ من أجلاء فُقَهَاء الصَّحَابَة وَكفى شَاهدا لَهُ قَوْله ﷺ أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول أعطي عَليّ تِسْعَة أعشار الْعلم وَأَنه لأعْلم بالعشر الْبَاقِي وَكَانَت وَفَاته جريحا من جِرَاحَة جرحه بهَا ابْن ملجم لَيْلَة الْجُمُعَة سحرًا لسبع عشرَة لَيْلَة مَضَت من شهر رَمَضَان الْكَائِن فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقد بلغ عمره ثَمَانِي وَخمسين سنة وَقيل ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَاخْتلف فِي مَوضِع دَفنه فَذهب كثير إِلَى أَنه دفن بقصر الْإِمَارَة بِالْكُوفَةِ وغيب قَبره وَقيل بِموضع يُقَال لَهُ الغريين وَقيل إِن ابْنه الْحسن حمله يُرِيد بِهِ الْمَدِينَة ليدفنه هُنَالك فَلَمَّا صَار خَارج الْكُوفَة لَيْلًا وَأَرَادَ نَقله سرا أَقبلت ريح وظلمة مَعَ رذاذ أذهل النَّاقة فَلم يعلم أَيْن تَوَجَّهت وَظهر فِي أثْنَاء المئة السَّادِسَة من الْهِجْرَة قبر بِموضع بِالْقربِ من الْكُوفَة على مَا قيل وَاسم الْموضع النجف فشهر أَنه قَبره كرم الله وَجهه وَتحقّق ذَلِك أَنه مَا أَتَاهُ مبتلى إِلَّا عوفي سَوَاء كَانَ بِهِ عاهة أَو لَهُ حَاجَة فتزول وتقضى ثمَّ أَبُو عُبَيْدَة عَامر بن الْجراح بن هِلَال بن أهيب بن ضبة بن الْحَارِث بن فهر

1 / 80