211

La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigador

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Número de edición

الثانية

فمصنفات الشَّيْخ أبي إِسْحَاق هِيَ الْمُقدمَة وَمَعَهَا كتاب الْبَيَان إِذْ نحا نَحْوهَا وحقق تحقيقها وَوجد طريقها وَلم ترد مصنفات الْغَزالِيّ إِلَى الْيمن إِلَّا بعد وجود هَذِه المصنفات واستطارتها بَين الْفُقَهَاء وإقبال النَّاس عَلَيْهَا وَكَانَ أول من قدم بهَا الإِمَام زيد وَأخذت عَنهُ ثمَّ بعده أخذت عَن ابْن عبدويه الْآتِي ذكره ثمَّ لما كَانَ الْأَمر كَذَلِك وَعرض ذكر الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وتلميذيه الطَّبَرِيّ والبندنيجي مَعَ ذكر الشَّيْخ زيد اتجه بَيَان اللَّائِق من أَحْوَالهم إِذْ مِنْهُم إِلَى عصرنا لم يكد يتفقه أحد من أهل الْيمن بِغَيْر طريقهم وروايتهم لكتب شيخهم فرأت الْبِدَايَة بِذكر الشَّيْخ إِذْ هُوَ العنصر فَهُوَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف الشِّيرَازِيّ الفيروزاباذي مولده سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلثمائة بفيروزأباد قَالَ ابْن خلكان وَهِي بَلْدَة بِفَارِس وَيُقَال هِيَ مَدِينَة جور نَقله عَن الْحَافِظ أبي سعيد السَّمْعَانِيّ فِي كِتَابه الْأَنْسَاب وضبطها بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَضم الرَّاء الْمُهْملَة ثمَّ وَاو سَاكِنة ثمَّ زَاي مَفْتُوحَة ثمَّ ألف ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ ألف ثمَّ ذال مُعْجمَة قدم بَغْدَاد بعد أَن تفقه بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا بعض التفقه فَلَزِمَ مجْلِس أبي القَاضِي الطّيب الطَّبَرِيّ وَكَانَ بِهِ كَمَال تفقه وناب عَنهُ فِي مَجْلِسه ورتبه معيدا فِي حلقته وَلما بنى نظام الْملك مدرسته بِبَغْدَاد سَأَلَهُ أَن يتَوَلَّى تدريسها فَلم يفعل فولاها أَبَا نصر بن الصّباغ مُدَّة ثمَّ إِن الشَّيْخ أجَاب إِلَى توليتها فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ ابْن خلكان وَله التصانيف الْمُبَارَكَة المفيدة مِنْهَا الْمُهَذّب والتنبيه فِي الْفِقْه واللمع وَشَرحهَا فِي الْأُصُول والنكت والتبصرة فِي الْخلاف والمعونة فِي الجدل وَله الشّعْر الرَّائِق الْحسن مِنْهُ قَوْله ... سَأَلت النَّاس عَن خل وَفِي ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيل تمسك إِن ظَفرت بود حر ... فَإِن الْحر فِي الدُّنْيَا قَلِيل ... وَمِمَّا سمع من لَفظه متمثلا كثيرا ولمناقبه كتاب قد جمعت فِيهِ وَلَوْلَا الإطالة

1 / 269