La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigador
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Número de edición
الثانية
وَكَانَت وَفَاته كرم الله وَجهه شَهِيدا من ضَرْبَة ضربه ابْن ملجم وَهُوَ فِي الصَّلَاة محرم بِجَامِع الْكُوفَة وَذَلِكَ لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وَبلغ عمره ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَقبل ثمانيا وَخمسين سنة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الْحسن وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَقد ذكرت مَوضِع دَفنه فِيمَا مضى وَختم الله بِهِ الْخلَافَة كَمَا ختم النُّبُوَّة بِمُحَمد
وَمن ذَلِك قَول النَّبِي ﷺ الْخلَافَة ثَلَاثُونَ عَاما فَكَانَ آخر قيام عَليّ آخر الثَّلَاثِينَ وَقيل بَقِي مِنْهَا أشهر أَخذهَا الْحسن كرم الله وَجهه ثمَّ خلع نَفسه ميلًا إِلَى حقن دِمَاء الْمُسلمين
وَكَيْفِيَّة ذَلِك أَن مُعَاوِيَة لما قَصده إِلَى الْكُوفَة بِجَيْش عَظِيم من الشَّام ومصر وَخرج إِلَيْهِ الْحسن بِجَيْش لم يكن بِدُونِ جَيْشه فَلَمَّا رأى الْحسن كَثْرَة الجيشين خشِي على الْمُسلمين أَن يتفانوا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته يَا مُعَاوِيَة الله الله بِأمة مُحَمَّد لَا تفنهم على طلب الدِّينَا
إِن كَانَ هَذَا الْأَمر لَك فَمَا يَنْبَغِي لي أَن أنازعك فِيهِ وَإِن كَانَ لي فقد آثرتك بِهِ إبْقَاء على الْمُسلمين وحقنا لدمائهم فَقَالَ الْمُغيرَة حِينَئِذٍ لقد سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول إِن ابْني هَذَا سيد وسيصلح الله بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُؤمنِينَ
فَخلع الْحسن نَفسه وَبَايع لمعاوية وَذَلِكَ بعد أَن أَقَامَ سَبْعَة أشهر واثني عشر يَوْمًا وَكَانَت هَذِه الْمدَّة هِيَ الْبَقِيَّة من الثَّلَاثِينَ الَّتِي عناها النَّبِي ﷺ بقوله الْخلَافَة ثَلَاثُونَ عَاما ثمَّ يكون بعد ذَلِك الْملك
وَقد عرض مَعَ ذكر عَليّ كرم الله وَجهه ذكر عبيد الله بن الْعَبَّاس وَهُوَ ابْن عَمه وَأحد الصَّحَابَة وَله عَن رَسُول الله ﷺ رِوَايَات وَكَانَ أكبر من أَخِيه عبد الله الْمُفَسّر بِسنتَيْنِ كَانَت وَفَاته بِالْمَدِينَةِ سنة سبع وَثَمَانِينَ
ثمَّ صَار الْأَمر إِلَى مُعَاوِيَة فاستناب عُثْمَان بن عَفَّان الثَّقَفِيّ فَلبث مُدَّة ثمَّ عَزله بأَخيه عتبَة بن أبي سُفْيَان وَجمع لَهُ ولَايَة المخلافين صنعاء والجند فَلبث فِي الْيمن سنتي وَلحق بأَخيه فاستخلف فَيْرُوز الديلمي بِصَنْعَاء وبالجند قيس الْكَاتِب
1 / 174