La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigador
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Número de edición
الثانية
نَفسه وَأَهله فِي الْبَيْت الثَّامِن وَكَانَ إِذا أَخذ أحد مِنْهُ رزقا لَهُ بَارك الله لَك فِيهِ هَذَا مَا وَعدك الله فِي الدُّنْيَا وَمَا ادخر لَك فِي الْآخِرَة أفضل ثمَّ يَتْلُو وَالَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات لنبوئنهم فِي الدُّنْيَا حَسَنَة ولأجر الْآخِرَة أكبر لَو كَانُوا يعلمُونَ وَفرض لكل امْرَأَة من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ اثْنَي عشر ألف دِرْهَم مَا خلا صَفِيَّة ابْنة حَيّ النَّضْرِية وَجُوَيْرِية ابْنة الْحَارِث الْمُصْطَلِقِيَّة فَإِنَّهُ جعل لكل وَاحِدَة مِنْهُمَا سِتَّة آلَاف وَكَانَ مَتى قيل لَهُ جَزَاك الله عَن الْإِسْلَام خيرا قَالَ بل جزى الله عني الْإِسْلَام خيرا
وَكَانَ طَعَامه من أقرب الْأَطْعِمَة لَا يغالي فِيهِ وَقد يُعَاتب على ذَلِك فَيَقُول أخْشَى أَن أكون من الَّذين قَالَ الله فيهم ﴿أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا﴾ وَلَوْلَا ذَلِك لأمرت بجدي سمين فيطبخ بِاللَّبنِ وَكَانَ فِي آخر عمره كثير الرَّغْبَة عَن الدُّنْيَا يَدْعُو بالوفاة قبل انصرام أمره وَخُرُوج الْخَوَارِج عَلَيْهِ
وَمن ذَلِك مَا رُوِيَ عَن ابْن الْمسيب أَنه حج فِي آخر سنة
فَلَمَّا نزل بطحاء مَكَّة جمع شَيْئا من بطائحها شبه الدكة ثمَّ بسط عَلَيْهَا رِدَاءَهُ ثمَّ اضْطجع وَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ كبر سني ورق عظمي وضعفت قوتي وخشيت الانتشار من رعيتي فاقبضني إِلَيْك غير عَاجز وَلَا مضيع ثمَّ قدم الْمَدِينَة فَمَا انْقَضى الشَّهْر حَتَّى توفّي
قَالَ ابْن عَبَّاس لما تكَرر عَليّ سَماع عمر بِطَلَب الْوَفَاة قلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أكثرت الدُّعَاء بِالْمَوْتِ حَتَّى حسبت أَن يكون ذَلِك أسهل عِنْد نُزُوله فَمَاذَا مللت من قَوْمك وهم مَعَك إِمَّا تعين صَالحا أَو تقيم مائلا فَقَالَ إِنِّي قَائِل لَك قولا وَهُوَ إِلَيْك فَقلت لَهُ يعدوني قَالَ كَيفَ لَا أحب فراقهم وَفِيهِمْ نَاس كل فاتح فاها للهوة من
1 / 169