103

La Conducta en las Clases de los Sabios y los Reyes

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigador

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Número de edición

الثانية

وَأما شُيُوخه بِالْمَدِينَةِ فأولهم أَبُو عبد الله مَالك بن أنس وَقد مضى ذكره عقب ذكر أبي حنيفَة وَأبي قُرَّة ثمَّ أَبُو عبد الله عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ أَخذ عَن المكيين والمدنيين وَلم أتحقق من نَعته شَيْئا وَأما شُيُوخه بِالْيمن فقد ذكرت مِنْهُم عِنْد ذكره فِيمَا مضى كمحمد بن خَالِد الجندي وَالْقَاضِي هِشَام وَغَيرهمَا وَأما بِمصْر فالست الطاهرة نفيسة بنت الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ابْن خلكان قدمت السِّت مصر مَعَ السَّيِّد إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّادِق وَقيل قدمت مَعَ أَبِيهَا وَلأَهل مصر بهَا اعْتِقَاد عَظِيم وَكَانَت وفاتها بِشَهْر رَمَضَان من سنة ثَمَان ومئتين وَأَرَادَ زَوجهَا أَن ينقلها إِلَى مَدِينَة يثرب فَتعلق بِهِ المصريون وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ أَن يقبرها مَعَهم للتبرك فأجابهم ودفنها بِالدَّار الَّتِي كَانَت تسكنها عِنْد الْمشَاهد بَين الْقَاهِرَة ومصر وقبرها مَشْهُور يزار كثيرا ويستجاب عِنْده الدُّعَاء انْقَضى ذكر شُيُوخ الإِمَام وَلم يبْق إِلَّا الْبِدَايَة بِذكر التَّارِيخ وَهُوَ الأَصْل أهل المئة الثَّالِثَة بالمتأخرين إِلَى مُضِيّ الْكتاب كَمَا هُوَ شرطنا وَأَجْعَل بدايتهم بأصحاب الإِمَام فأختم بعد مُضِيّ الْفُقَهَاء بِذكر الْوُلَاة إِلَى عصرنا اختصارا وتيسيرا فَاعْلَم أَطَالَ الله بقاك أَن جَمِيع الْيمن قد أسلم أَهله وَهُوَ إِذْ ذَاك على عهد رَسُول الله ﷺ أَرْبَعَة مخاليف مخلاف عك وَهِي تهَامَة خَاصَّة ثمَّ الْجند ثمَّ صنعاء ثمَّ حضر موت مَا مخلاف مِنْهُنَّ إِلَّا لم يمت رَسُول الله ﷺ حَتَّى قد أسلم أَهله وَقد صَار عَلَيْهِم من قبله وُلَاة وعمالا فَارْتَد بعض أهل حضر موت كَانَ عَلَيْهِم زِيَاد بن لبيد البياضي كَمَا قد مضى بَيَان ذَلِك وَأما سَائِر المخاليف فَلم يذكر عَن أحد مِنْهُم ردة وَكَذَلِكَ أَقَامَ كل وَاحِد من الْعمَّال فِي عمله مَا شَاءَ الله ثمَّ قدم من قدم على أبي بكر اخْتِيَارا كمعاذ بن جبل وَكَانَ ملك صنعاء بيد الْفرس وحمير بن سيف بن ذِي يزن إِذْ

1 / 161