ثم كان لهذا « الاتجاه الخاص » أثره في خلق معارضة قوية للعهدين اللذين رجعا بامرهما الى العترة من آل محمد صلى الله عليه وآله .
وفي حروب البصرة وصفين فمسكن شواهد كثيرة على ما نقول.
وفي موقف ابن عمر (1) وسعد بن ابي وقاص واسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وقدامة بن مظعون وعبد الله بن سلام وحسان بن ثابت وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت والنعمان بن بشير .. وهم « القعاد » الذين آثروا الحياد ، واستنكفوا من البيعة لعلي ولابنه الحسن عليهما السلام شواهد اخرى.
ولهذه المعارضة ميادينها المختلفة والوانها المتعددة. ومنها المواقف السلبية النابية التي جوبه بها زعماء العترة عليهم السلام ، في المدينة اولا ، وفي الكوفة اخيرا.
والا فما الذي كان يحدو عليا عليه السلام ، ليقول من على منبره في الكوفة :
« يا أشباه الرجال ولا رجال ، ويا أحلام الاطفال وعقول ربات الحجال ، أما والله لوددت أن الله أخرجني من بين أظهركم ، وقبضني الى رحمته من بينكم ، ووددت أني لم أركم ولم أعرفكم ، فقد والله ملأتم صدري غيظا. وجرعتموني الامرين أنفاسا. وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان .. »
الى كثير مما يشبه هذا القول ، مما أثر عنه في خطبه وكلماته.
اليست هي المعارضة التي زرعت نوابتها الخبيثة في كل مكان من حواضر علي عليه السلام ، فأخذت على الناس التقاعس عن نصرته بشتى المعاذير.
Página 46