131

فقال عبد المنعم باسما: كل الأوقات مناسبة للخطبة ..

فهزت رأسها في حيرة وهي تتساءل: وجدك؟! .. (ثم وهي تردد عينيها بين أحمد وإبراهيم): هل سمعتم عن شيء كهذا من قبل؟

فقال عبد المنعم في شيء من الحدة: خطبة لا زواج ولا فرح، وقد انقضى على وفاة جدي أربعة أشهر كاملة.

وقال إبراهيم شوكت وهو يشعل سيجارة: كريمة ما زالت صغيرة، مظهرها أكبر من سنها فيما أعتقد ..

فقال عبد المنعم: هي في الخامسة عشرة ولن يكتب الكتاب قبل عام ..

فقالت خديجة في تهكم ومرارة: هل أطلعتك زنوبة هانم على شهادة الميلاد؟

فضحك إبراهيم شوكت، وضحك أحمد، أما عبد المنعم فقال جادا: لن يتم شيء قبل عام، وبعد عام سيكون قد مضى على وفاة جدي حوالي العام والنصف وتكون كريمة قد بلغت سن الزواج .. - ولماذا توجع دماغنا الآن؟ - لأنه لا بأس من إعلان الخطبة في الوقت الحاضر.

فتساءلت خديجة في سخرية: وهل تحمض الخطبة إذا أجلت عاما؟ - أرجوك .. أرجوك أن تكفي عن المزاح ..

فصاحت خديجة: لو وقع هذا لكان فضيحة.

فقال عبد المنعم في هدوء ما استطاع: دعي جدتي لي، ستفهمني خيرا منك، إنها جدتي وجدة كريمة على السواء.

Página desconocida